كلّف الرئيس السوري بشار الأسد أمس حكومة ناجي عطري التي قدّمت استقالتها في وقت سابق أمس بتسيير الأعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة، في خطوة رأى مراقبون أنها الاولى من بين الاصلاحات التي وعد بها الأسد، في وقت خرجت مظاهرات وصفها التلفزيون السوري ب «المليونية» دعما للرئيس والوحدة الوطنية. وكان الأسد قد وافق على استقالة الحكومة، حسب ما أعلن التلفزيون الرسمي السوري أمس. ويرأس عطري منذ 2003 الحكومة التي أجرى عليها عدّة تعديلات منذ ذلك التاريخ. حكومة جديدة وسيكون من مهام الحكومة الجديدة البدء بتنفيذ برنامج الاصلاحات الذي أعلنت عنه القيادة السورية الخميس الماضي لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد. وقالت صحيفة «الوطن» السورية أمس ان من أولى مهام الحكومة الجديدة تلبية المطالب الخدمية والاقتصادية المستعجلة للمواطنين ومحاربة الفساد. وأشارت الى أنه من المتوقع أن تشهد سوريا في الأيام المقبلة حراكا على مستوى الادارات والمحافظات. ومن المقرر أن يوجّه الرئيس بشار الأسد اليوم أمام مجلس الشعب كلمة الى الشعب السوري يتحدّث فيها عن الظروف التي عانتها البلاد خلال الاسبوعين الماضيين ويوضّح خطة عمله الاصلاحية للمرحلة المقبلة ونظرته لما جرى من أحداث في مدن سورية مختلفة، كما من المتوقع أن يخاطب أهالي درعا (جنوب) الذين عاشوا أسبوعا قاسيا. فداء للوطن وكان مئات الآلاف من السوريين تظاهروا أمس في دمشق وفي عدد من المدن السورية تلبية لدعوات بالمشاركة في مسيرة تأييدا للرئيس السوري مؤكدين على الوحدة الوطنية وفشل ما أسموه «المشروع الطائفي» فيما عرض التلفزيون السوري صورا مباشرة لمظاهرات مليونية مؤيدة للأسد خرجت في مختلف المناطق السورية حيث حمل المتظاهرون الأعلام السورية وصور الرئيس الأسد وهتفوا بشعارات مؤيدة له. وقال أحد المتظاهرين لوكالة الانباء الفرنسية «إننا هنا لتأييد الرئيس السوري عصب البلاد» بينما قالت سيدة «إنني أشارك لأبرهن للعالم أننا متمسكون بالوحدة الوطنية». ورفع آلاف المشاركين بالاضافة الى صور الرئيس والأعلام السورية لافتات كُتب عليها «استقرار سوريا مصلحة وطنية وقومية» و«سوريا وطن للجميع» و«لا للفساد نعم لمشروع الاصلاح» و«الله معك، الشعب معك». وحمل المشاركون الذين اعتلى بعضهم الاشجار وأعمدة الكهرباء كذلك صورا لأمين عام «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله «تأييدا للمشروع المقاوم». وقال يوسف الخشة وهو موظّف في القطاع الخاص «أتينا لنشارك ونؤكد تأييدنا للاصلاحات التي يقوم بها الأسد، ونريد أن نقول للغرب لا تتدخلوا في شؤوننا، لأن السوريين يد واحدة وشعب واحد وسننتصر على كل المخططات». كما حمل المتظاهرون الذين خرجوا تحت شعار «نداء للوطن» لافتات كتبوا عليها «لا لتخريب المؤسسات وممتلكات المواطنين» و«الوحدة الوطنية ليست بحاجة الى اختبار» و«استهداف سوريا استهداف للمشروع المقاوم». وصرّح أحد المتظاهرين أمام مراسلة «فرانس برس» قائلا «تريدون أن تتكلموا عن المظاهرات في سوريا، لتتكلّموا عن المظاهرات من أجل سوريا».