سافر منذ شهرين الى القطر الليبي الشقيق من أجل تسوية وضعيته المهنية هناك بعد نحو 30 عاما من العمل، لكن اتصال عائلته به انقطع فجأة. فلا هي تعلم مكانه ولا ظروف حياته ولا مصيره. زوجته تصارع خوف الوحدة وقلقها على حياته هناك تعاود الاتصال به عبر الهاتف مرارا وتكرارا دون جدوى. لا تعلم كيف تبلغ صوتها الى من يساعدها واولادها في المهجر أعدموا الحيلة. الشيخ السنوسي بن بوجمعة الهميسي (65 عاما) أصيل حي سيدي سعد بمدينة القيروان، أحد الذين انقطعت أخبارهم أثناء تواجده بالقطر الليبي الشقيق، وفق تأكيد زوجته عويشة هميسي التي أفادتنا انه غادر تونس في اتجاه ليبيا منذ نحو شهرين من اجل تسوية وضعية شغلية، لكنه لم يرجع الى منزله كما انقطع الاتصال الهاتفي بينها وبينه منذ نحو ثلاثة اسابيع. الزوجة عويشة هميسي توجهت الى جريدة «الشروق» من أجل تبليغ ندائها الى الجهات المعنية لمساعدتها في التوصل الى زوجها داعية إياهم الى التدخل من اجل التعرف الى مكان تواجد زوجها وتنسيق عودته سالما الى اسرته. وأفادت السيدة عويشة ان زوجها كان يشتغل في السابق في القطر الليبي الشقيق منذ 1973 كسائق رافعة وأنها كانت تقيم برفقته طيلة عمله هناك. وأضافت انها عادت وزوجها منذ 5سنوات. وذكرت وهي تحملق في صوره أن زوجها توجه ابان انطلاق الثورة التونسية الى ليبيا وتحديدا منذ شهرين من اجل تسوية وضعية شغلية والحصول على مستحقاته حسب قوله. وقالت ان زوجها كان يتصل بها في بداية الامر واعلمها انه يقيم في مدينة «مصراتة» الليبية معقل كتائب القذافي، وتحديدا في «مزرعة المشيطي» حسب ما اخبرها به في آخر اتصال هاتفي بينهما. لكن منذ نحو ثلاثة أسابيع انقطع التواصل بينها وبين زوجها عبر الهاتف رغم محاولتها معاودة الاتصال مرارا وتكرارا لكن هاتفه كان مغلقا لا يرد. وهو ما ادخلها في دوامة من القلق والحيرة حول مصيره وسلامته ولم تجد أي سبيل لمعرفة اخباره. تجلس على اريكة وسط قاعة انتظار واسعة تصوب نظرها باتجاه شاشة التلفاز، وقالت السيدة عويشة التي تعيش حاليا بمعية ابنة لها في منزلها بالقيروان، ان الخوف اصبح يحيط بها من كل جانب وتحاصرها هواجس الوحدة بمنزلها بسبب الانفلات الامني وحوادث السطو، والخوف على زوجها الذي يواجه المجهول هناك. وقالت انها قلقة ولا تعرف تحديدا سبب انقطاع الاتصال بزوجها. وأوضحت انها تتابع اخبار التراب الليبي بكل خوف. كما قالت انها تابعت أخبار الصحفي التونسي المحتجز في ليبيا وقالت ان حيرة والدته وقلقها انتقلت اليها فجأة وأصبحت تفكر في أبشع الصور وأسوأ الاحتمالات وهي تشاهد على شاشة التلفاز مشاهد الموت والدمار. نداء الى الحكومة الشيخ السنوسي (65 عاما القيروان) سافر الى القطر الليبي بطريقة قانونية، حسب زوجته، وهو بالتالي مسجل لدى الجهات المعنية وتحديدا لدى السفارة التونسية في ليبيا. وافادت الزوجة انها لا تعلم كيف تتصل بالسفارة وهي العجوز التي لا تعلم من تفاصيل الحياة وتعقيدات الإدارة شيئا. وقد تكفلت صديقة ابنتها بمساعدتها من خلال الاتصال بمنظمات الإغاثة الدولية (الصليب والهلال الأحمرين) على امل المساعدة. وقالت انها تريد التعريف بقضية زوجها الى المجتمع المدني من منظمات الإغاثة والجمعيات والحكومة التونسية من خلال «الشروق» على امل الوصول الى زوجها ومساعدته على العودة. وقالت انها تتوجه بنداء الى وزارة الخارجية من اجل مساعدتها. وقالت ان أخبار احتجاز تونسيين في ليبيا وغلق السلطات الليبية للحدود يزيدها خوفا ناهيك عن أخبار ضحايا الحرب واستعمال كتائب القذافي للمحتجزين دروعا بشرية. «انها عشرة 40 عاما» تقول السيدة عويشة، و«أدعو الله ان يعود سالما في اقرب وقت». وأضافت انها على اتصال يومي بأبنائها المقيمين خارج البلاد على امل التعرف الى آخر المستجدات بشأن زوجها، لكنها لم تسمع ما يريحها وما يثلج صدرها.