شهد «مجمع جال» لصناعة أحذية السلامة المنتصب بمنزل بورقيبة والذي يشغل 4500 عامل موزعين على ثلاثة مواقع انتاج، حركة احتجاجية وأحداث عنف استهدفت المدير العام كريم مرزوق الذي أجبر على مغادرة مقر العمل تحت حماية مشدّدة من الجيش الوطني قبل أن يتمّ اغلاق المؤسسة بطلب من المستثمر الايطالي. «الشروق»، وبعد أن نشرت تفاصيل الحادثة في عددها أمس التقت المدير العام لرواية تفاصيل الأحداث منذ انطلاقها وعن مستقبل المصانع وامكانية غلقها النهائي. يقول كريم مرزوق، بعد الثورة مباشرة وتحديدا يوم 15 جانفي طلبت وعلى مسؤوليتي بمواصلة توريد المواد الأولوية للابقاء على انتاج المصنع ولطمأنة المستثمرين والشركاء واعطاء صورة طيبة عن البلاد. وفي بداية الأسبوع وعند عودة العمال عملت على تهدئتهم ودعوتهم الى استئناف العمل وكنت أرسل تقارير يومية للمستثمر تحمل مؤشرات ايجابية. وعاد العمل بنسق أقلّ من المعتاد نتيجة توتر وتخوّف العمال لكنه بدأ يتطوّر تدريجيا دون أن يصل الى مستواه العادي (39 ألف حذاء يوميا). ولانهاء حالة التوتر اجتمعت بعدد من العمال يوم 21 جانفي ووعدت العمال بصرف رواتب شهر جانفي كاملة لكل الأعوان وهو ما كلف المؤسسة 550 ألف أورو اضافة الى الوعد بتحسين الأجور وبالموافقة على تكوين نقابة. وفي شهر فيفري عقدنا اجتماعا حضره ممثلون عن العمال واللجنة الاستشارية ومسؤولو الانتاج وقررنا اتخاذ اجراءات لتحسين الوضعيات لفائدة 2600 عامل تعلقت بالترقيات والتدرّج الآلي اضافة الى اقرار زيادة في منحة الليل مع برمجة تحسينات أخرى خلال الأشهر القادمة انطلاقا من الشهر الحالي. ومع بداية مارس تم تكوين نقابة، وقد حضرت شخصيا المؤتمر وتحدثت مع المترشحين وشجعتهم وقد تقرّر اجراء جلسة رسمية يوم 24 مارس، لكن قبل يوم جاءنا مطلب من الاتحاد الجهوي لتأجيل الاجتماع الى موعد لاحق وبتسريح أعضاء مكتب النقابة في عطلة نقابية يومها ففعلت. وفي نفس اليوم (24 مارس)، فوجئت بخمسة من أعضاء النقابة يحاولون اقتحام مكتبي وكنت في اجتماع عمل وإحداث فوضى في الادارة قبل أن يتم تحريض العمال للقدوم وتهديد كل الاطارات والاداريين محدثين حالة من الهلع. وأضاف المدير العام أن مجموعة من العمال اقتحموا مكتبه واعتدوا عليه بل وهددوه بالقتل بحضور أعوان الجيش الوطني الذين تولوا حمايته ومنع العمال من الاعتداء عليه قبل أن يغادر الادارة بعد 6 ساعات اضطر خلالها الى مخاطبة المستثمر الايطالي هاتفيا وبصوت مسموع من الجميع وليعلمه بقرارات اتفق على اتخاذها (قال إنه قبلها تحت الضغط والتهديد) بالتنحي عن العمل في انتظار قدوم المستثمر الايطالي. وعلمنا أن صاحب المؤسسة اتصل بالوالي يوم الأحد مطالبا بغلق المصانع الثلاثة وبحمايتها في انتظار قدومه اليوم حسب الاتفاق الأولي لبحث مستقبلها وامكانية تواصل عملها ببلادنا.