من غير المستبعد أن تكون مشاريع بلدية صفاقس الممثلة خاصة في المناطق الزرقاء و غلق ساحة الجمهورية بقلب المدينة قد سقطت في الماء كما سقط النظام السابق.. فهذه المشاريع، برمجت قسرا، ورغم معارضة الأهالي، إلا أن البلدية ممثلة في مجلسها السابق أصرت على تنفيذها ضاربة عرض الحائط رفض الأهالي والذي كانت «الشروق» سباقة في نقله رغم الظروف التي كانت تمنع إثارة مثل هذه المواضيع التي تصطدم بسياسة الإدارة والتي قد تكون بعض الأيادي الخفية تحركها من وراء الستار.. وقتها قلنا إن المناطق الزرقاء سابقة لأوانها مادامت صفاقس تفتقر للنقل العمومي وخاصة «المترو»، كما قلنا إن إغلاق ساحة الجمهورية لا جدوى من ورائه بل إنه سيكون أحسن عامل لتعطيل حركة المرور بقلب المدينة والقضاء على التجارة و تعطيل المزودين والأهالي الذين كانوا قد اتصلوا بنا و نشرنا كل تعليقاتهم وتذمراتهم وتشكياتهم. وحتى لا نسقط في السرد، نذكر أن المناطق الزرقاء تقوم على التداول في أماكن السيارات لها بمعلوم، ثم و بعد نشر «الشروق» للتبعات السلبية ماديا ومعنويا للمشروع تراجع والي صفاقس السابق وأقر تخفيضات على المعلوم وأعفى الأجوار من الخلاص .. ثم و بعد أن نشرنا من جديد تذمرات المواطن ، عقدت البلدية العديد من الجلسات وتم سحب البساط من تحت المستثمر لتعود البلدية إلى تطبيق مشروعها قسرا وقهرا ..وكانت النتيجة أنه في اللحظات الأولى من الثورة التونسية المباركة يوم 14 جانفي اتجه المواطنون الغاضبون إلى العدادات وهشموها وأزالوها من أماكنها للتعبير عن مقتهم للمشروع ليسدل الستار عن المناطق الزرقاء ربما إلى حين النظر في تطوير النقل العمومي بالميترو خاصة.. أما غلق «ساحة الجمهورية» فالهدف المعلن هو تجميل وسط المدينة ومنطقة باب بحر تحديدا من خلال إحداث فسحة مفتوحة للعموم بطابع بيئي جمالي، وتقدر الكلفة الجملية للمشروع ب 1،6 مليون، لكن ما هو غير معلن هو المساعدات التي ستجنيها البلدية في شكل دعم خارجي رفضت البلدية الإفصاح عنه وقتها لتنفيذ المشروع تحت شعار «المدينة المنزه».. كتبنا وقلنا ان المشروع فاشل كفشل المشاريع السابقة التي أسست بلا دراسة، فأية جدوى من قنطرة بوعصيدة بطريق تونس وأية جدوى من الجسر المتحرك بشط القراقنة..وبنفس البطاقة نتساءل أية جدوى من غلق قلب مدينة صفاقس بمشروع ساحة الجمهورية وما سيخلفه الغلق من اختناق مروري قاتل في قلب مدينة صفاقس الضيقة بطبيعتها؟ هذه المشاريع سقطت الآن في الماء وأصبحت في خبر كان، وأكيد أن البلدية لن تحرص مستقبلا على تنفيذ هذه المشاريع مادامت تصطدم بمطالب ورغبة الشعب الذي صنع ثورته ليقول بعد 14 جانفي لا بصوت عال..