كشفت مصادر أمريكية عن رغبة عائلة القذافي في انهاء القتال الدائر في ليبيا حيث عرض اثنان على الأقل من أبناء العقيد معمّر القذافي الانتقال الى ديمقراطية دستورية ورحيل والدهما عن السلطة على أن يتولى أحدهما المرحلة الانتقالية. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في عددها الصادر أمس عن ديبلوماسي طلب عدم كشف اسمه قوله إنه في حال تبني هذا الطرح فسوف يتولى سيف الاسلام القذافي إدارة المرحلة الانتقالية. مبادرة.. وخلافات ولم توضح الصحيفة ما إذا كان القذافي يوافق على هذا الطرح الذي يؤيده نجلا سيف الاسلام والساعدي، غير أن شخصا قريبا من سيف الاسلام قال للصحيفة ان القذافي يبدو موافقا على المقترح. وأشارت الصحيفة نقلا عن هذا الشخص أن سيف الاسلام والساعدي يريدان التقدم في اتجاه التغيير في البلاد، إلاّ أنهما اصطدما بالكثير من الجدران من الحرس القديم وأنه في حال حصولهما على الضوء الأخضر فسوف ينهضان بالبلاد بسرعة، حسب قوله. ورأت الصحيفة أن هذا الاقتراح قد يكون معبرا عن الخلافات القائمة منذ زمن بعيد بين أبناء القذافي. وحسب الصحيفة، فإن كل من سيف الاسلام والساعدي كانا يسعيان الى نهج اصلاحي اقتصادي وسياسي غربي، بينما كان اثنان آخران من أبناء القذافي هما خميس ومعتصم من أنصار الخط المتشدّد. وقالت «نيويورك تايمز» إنّ خميس يرأس احدى الكتائب الأمنية التي يتشكل منها الجيش الليبي فيما يعتبر معتصم مستشار الأمن الوطني الليبي خصما لسيف الاسلام في السباق الى خلافة والدهما. وقد سارع المجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل الثوار الليبيين أمس الى رفض هذه الخطة التي تقضي بأن يتولى أحد أبناء القذافي إدارة المرحلة الانتقالية. وقال شمس الدين عبد المولى المتحدث باسم المجلس إنّ هذه الفكرة يرفضها المجلس بشكل تام، وعلى القذافي وأبنائه أن يرحلوا قبل أية مفاوضات ديبلوماسية. واعتبر عبد المولى أن نظام القذافي فقد حقه في التفاوض حول خيارات الخروج من الأزمة بعد أن واصل قصفه العنيف لمدينة مصراتة على الرغم من بدء الجولة الأوروبية لنائب وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي من أجل التفاوض حول وقف اطلاق النار. وساطة تركية وقد وصل عبد العاطي أمس الى تركيا من أجل طلب مساعدة أنقرة على التوصل الى وقف لاطلاق النار مع الثوار. وقال ديبلوماسي تركي إنّ هناك ممثلين عن الثوار قد يصلون قريبا الى تركيا لبحث الأمر نفسه. وقالت تركيا أمس إنها تسعى الى التوسط للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في ليبيا وأنها تجسّ نبض طرفي الصراع في ليبيا للتوصل الى هدنة. وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية التركية «سنتحدث لنرى ما إذا كان هناك أساس مشترك لوقف اطلاق النار». وظلت تركيا على اتصال بكل من القذافي ومعسكر المعارضة خلال الأسابيع الماضية بهدف انهاء الصراع. وكان العبيدي سلم رسالة الى الحكومة اليونانية أمس الأول مفادها أن القذافي يريد انهاء الصراع بين قواته والمعارضة المدعومة بغطاء جوي من دول غربية. ومن المتوقع أن يتوجه العبيدي الىمالطا اليوم. واعتبر وزير الخارجية اليوناني ديمتري دروتساس بعد لقائه المبعوث الليبي أن نظام القذافي يبحث عن حل للنزاع في ليبيا.