سبها (الشروق) أمين بن مسعود : حين يتحول أحد الطرق السيارة إلى تراب فلا بدّ أن يطرح ألف سؤال وسؤال.. وحين يستحيل موقع عسكري ليبي في سبها إلى خراب وأطلال فيتحتم البحث لا فقط عن أسباب القصف الغربي في منطقة غير مضطربة وإنما عن عدم أخذ الغازي بعين الاعتبار لإمكانية انطلاق الذخيرة من كل صوب واتجاه وإلحاقها أضرارا جسيمة بالإنسان والمكان. حملتنا سيارتنا إلى الموقع العسكري في سبها, بؤرة القصف الغربي, تستقبلك علامات النصر من عناصر الجيش الليبي وهتافاتهم, فالمعركة معركة حرية واستقلال وسيادة حتى وإن كان العدو يقصفهم بطائرات جد متطورة وببوارج مرابطة بعيدا عن الساحل الليبي. هنا يدور الحديث عن قصف مدوّ تسربل بظلام الليل وبصواريخ حوّلت المنشآت العسكرية إلى أنقاض.. هنا استشهد عنصران من الجيش وجرح عدد اخر يقول أحد الضباط... عبثا تحاول الجولان في المعسكر , فالأتربة تغرق قدميك وتخل توازنك وتجعل من تقدمك نحو الجبهات المتقدمة عملية شبه مستحيلة. تنظر تحتك فلا ترى سوى صواريخ «الكروز» و«التوماهوك» تجاوز طولها الثمانين سنتيمترا وبقايا القاذفات الملقاة وتنظر أمامك فلا ترى سوى بقايا معسكر وتبصر في الأفق البعيد فيتملكك خوف من قدوم سرب «أف 16» الغربية وحتى العربية وأن تعيد الكرة في ذات الموقع. تحذيرات متتالية تأتيك من كافة الأطراف بضرورة توخي الحذر وعدم الاقتراب من رؤوس الصواريخ غير المنفجرة ذلك أن أي اقتراب منها سيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه لا قدر االلهamp;. غربت شمس الخميس عن سبها ونحن في قلب المعسكر, وكان المغيب أول الإشارات وأكثرها حزما على ضرورة المغادرة سريعا فالأطلسي يتلذذ بالقصف عند الليل ويعشق الإغارة عند الساعات الأولى من الفجر. غادرنا المعسكر ولم تغادرنا الأسئلة عن نوعية السلاح المجرب في سبها فأن يقع الدمار أفقيا وعموديا وان يمتد على مساحات واسعة من مدينة سبها يطرح أكثر من سؤال على أكثر من جهة هي بالتأكيد ليست شرقية ولا غربية.