حلّ مؤخرا بولاية قابس وفد من أهالي الزنتان الليبية قادمين من جحيم القصف والتقتيل بمنطقة الزنتان الواقعة بالجبل الغربي والقريبة من المنطقة الحدودية بالذهيبة التونسية.. «الشروق» التقت أفراد الوفد، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم اتّقاء شرور الانتقام، وأفادوا أن ما يحصل في منطقة الجبل الغربي محرقة بأتمّ معنى الكلمة حيث تحاصر كتائب القذافي منطقة الزنتان من الخارج وتعمد الى دكّها بقصف مكثف وعشوائي براجمات الصواريخ والدبابات وأحدث الأسلحة الثقيلة التي لا تبقي ولا تذر، ولا تميّز ين المدني والعسكري فترامت الجثث في كل مكان وطال الدمار كل شيء ولم يستثن بيوت اللّه. وفي حديثهم عن الظروف المعيشية، أفاد أعضاء الوفد أن مدينة الزنتان تشهد نقصا حادا في المواد الغذائية وحليب الأطفال والأدوية خاصة منها أدوية الأمراض المزمنة كضغط الدم والسكري وأمراض الشرايين والقلب والأنفلونزا وغيرها. وتجدر الاشارة الي أن هذا الوفد قد لاقى ترحابا وتعاطفا من أهالي ولاية قابس وخاصة المجلسين المحليين للثورة بكل من شط السلام وتبلبو، وقد تمّ في مرحلة أولى تجميع كميات هامة من المساعدات الغذائية والأدوية بمقر المجلس المحلي لحماية الثورة بتبلبو ثم إيصالها الى المنطقة الحدودية بالذهيبة لوضعها على ذمة أبناء الزنتان ولازال الأهالي يستعدون لتجميع دفعات أخرى من المساعدات. ويبقى الهاجس الأكبر لدى أهالي منطقة الزنتان حسب ما أ فاد به أعضاء الوفد، هو الخطر المحدق الذي يتهدّدها جرّاء مخازن الأسلحة الكيمياوية وصواريخ «الغراد» الحاملة لرؤوس كيمياوية المخبّأة عن عيون المجتمع الدولي إبّان ما يعرف بأحداث مصنع الرابطة للأسلحة الكيميائية خلال تسعينات القرن الماضي، وذلك على بعد عشرين كيلومترا جنوب الزنتان، وهي الآن تحت سيطرة كتيبة سحبان الموالية للقذافي الذي لا يستبعد أن يستعملها ضد المواطنين في حال افترض تواتر الأحداث واقع الأرض المحروقة انتقاما لهزيمته، كما لا يخفي الوفد تخوّف الأهالي في هذا الصدد من أن يتمّ قصف مخابئ الأسلحة الكيمياوية على وجه الخطإ من قبل قوات التحالف مما قد يخلف محرقة لا تحمد عقباها.