٭ بقلم: عبد الرحمان مجيد الربيعي شكل المغتربون المغاربة مجلسا لهم أسموه «مجلس الجالية المغربية في الخارج CCME وعددهم قرابة الثلاثة ملايين ونصف المليون وبينهم رجال أعمال كبار وبرلمانيون وأساتذة جامعة وعمال. ولهم مقرهم في العاصمة الرباط، وهذا المجلس له نشاطات متعددة ليس آخرها النشاط الثقافي من خلال مشاركتهم في معرض الدارالبيضاء للكتاب الذي شاركوا فيه بجناح خاص يعد بين أكبر أجنحة المعرض ويشرف عليه عدد من أعضاء الجمعية بحيوية واضحة وتنظيم دقيق يتابعون فيه كل مراحل دعوة أي ضيف بحرص كامل على تسهيل مهمة وصوله ومن ثم استقباله واقامته. ويبدو أن هذه هي السنة الثالثة التي يشارك فيها مجلس الجالية بهذا المعرض الذي سيكتشف زائر جناحه ان لهم عددا من المنشورات لمؤلفين من الجالية أدبية وهمية وبدد من اللغات. ومن بين أبرز الكتب التي صدرت كتاب بعنوان «انطولوجيا الهجرة في الرواية العربية» الذي أعده الشاعر حسن نجمي والقاص عبد الكريم الجويطي اذ ان في البرنامج الموازي الذي ينظمه هذا المجلس هناك مائدة مستديرة عنوانها «انطولوجيا الهجرة في الرواية العربية» التي دعيت لها مع الصديقين حسونة المصباحي وصموئيل شمعون وأدارها القاص عبد الكريم الجويطي أحد مؤلفي هذا الكتاب المرجعي الهام الذي يحمل اسم الندوة. اذ تحدث كل واحد منا عن تجربته خارج وطنه وكيف انعكست هذه التجربة في أعماله الروائية المنشورة. وكانت الفكرة وحدها مهمة اذ أن الحاضرين سيستمعون الى مؤلفين كانت «الهجرة» حاضرة في أعمالهم. لكن المهم هنا هو الكتاب الذي وصفته بالمرجعي حول «الهجرة» وكيف تناولها الروائيون العرب اذ أن الكتاب ضم مجتزءات دالة من 83 رواية عربية من المشرق والمغرب ومن المؤكد أن ادراج هذا الكم من الأعمال بعد مراجعتها وفرزها من بين مئات الروايات العربية هو جهد مهم ولكن أي عمل انطولوجي من هذا النوع يظل عملا مفتوحا يتقبل نصوصا روائية لكتاب آخرين فمن العراق مثلا هناك أربعة أسماء جمعة اللامي، عالية ممدوح، صموئيل شمعون وكاتب هذه السطور في حين أن الرواية العراقية هي رواية هجرة بامتياز اذ أن التغريبة العراقية لا تتفوق عليها الا التغريبة الفلسطينية. كما أن الرواية التونسية تمثلت في هذه الأنطولوجيا بأربعة أسماء (الحبيب الساعي حسونة المصباحي، صلاح الدين بوجاه ومحمود المسعدي). ولعله اقتراح أصنعه أمام الصديقين الشاعر الروائي من نجمي والقاص الناقد عبد الكريم الجويطي بأن يصدرا جزءا «ثانيا» لهذه الأنطولوجيا تعرض في عرض الكتاب القادم تنضاف اليه أسماء من البلدان الممثلة في الجزء الأول اضافة الى أسماء من بلدان أخرى رغم ان حركة توزيع الكتاب العربي بين جهات هذا العرض الكبير هي التي تحول دون استكمال التعريف. يكتب مقدمة الكتاب الأستاذ ادريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية في الخارج ومما ورد في مقدمته قوله: (يقترح علينا هذا الكتاب الأنطولوجي بعضا من خرائط الهجرة في الرواية العربية ومع أن قراءة هذا العمل ستمنح لنا أفقا للأطلاع على جملة من التجارب المختلفة مع الأمكنة والفضاءات والعلائق والثقافات الاجتماعية المختلفة التي عاشها أو رصدها الروائيون العرب من مختلف الاجيال والأسماء والأقطار العربية فإننا نراهن أساسا على المضي من خلال هذا العمل وكذا من خلال عدد من المبادرات الثقافية والابداعية التي اتخذناها منشورات، معارض، ندوات، لقاءات على اعادة بناء الخطاب الوطني حول الهجرة المغربية في الخارج. كما يصف الكتاب بأنه (يوفر أداة عمل للتعرف على خريطة الكتابة الروائية والسردية العربية المعاصرة فيما هو يقدم نظرة شبه شاملة حول خرائط الهجرة والاغتراب التي جاسها المواطن العربي. تتصدر الكتاب مقتطفات ذات علاقة بالهجرة من أعمال روائية رائدة مثل «رحلة ابن فطومة» لنجيب محفوظ (مصر) و«حدث أبو هريرة قال: لمحمود المسعدي (تونس)» اضافة الى مقتطفات من روايات لهدى بركات (لبنان) وعادل محمود (سوريا) وحمد نزال (فلسطين). وهناك أيضا (مدخل عام) وان كتبه معدّا هذه الأنطولوجيا عبد الكريم الجويطي وحسن نجمي. يقع الكتاب في 478 صفحة من القطع الكبير.