توقعت مصادر عراقية وأمريكية أمس حدوث انشقاقات داخل تيار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بسبب قيام مقاتلي جيش المهدي بتسليم أسلحتهم للقوات الامريكية. وذهب مصدر عراقي الى حد القول بأن الصدر باع تياره بثمن بخس وخذل المراهنين عليه. وقد واصل أنصار الصدر امس تسليم أسلحتهم بمقابل أمام عدسات مصوري الصحافة المكتوبة والتلفزات العالمية التي حرصت على التركيز على تهافت «مسلحي جيش المهدي» لبيع أسلحتهم. انشقاقات ومواجهات وقالت مصادر عراقية ان خطة تسليم السلاح بهذا الشكل ترمي أساسا لتسخيف فكرة المقاومة أمام الرأي العام العراقي والعربي والعالمي. ولم تستبعد المصادر العراقية حدوث انشقاقات عمودية وأفقية داخل التيار الصدري ضد الاتفاقية التي عقدها مقتدى الصدر مع حكومة علاوي المعينة من قبل قوات الاحتلال لأن هناك العديد من العناصر (في داخل التيار) التي تعتبر الاتفاقية مهينة لهم والتي ترى في مقاومة الاحتلال مصلحة وطنية. وعبّر المسؤول العسكري الامريكي في مدينة الصدر عن تفاؤل حذر بمبادرة التيار الصدري تسليم الاسلحة لكنه حذر من انشقاقات محتملة داخل هذا التيار ستوقدها عناصر ومجموعات ترفض الاتفاق مع الحكومة. وأكد المسؤول العسكري الامريكي احتمال استئناف المواجهات بين المارينز من جهة واعضاء التيار الصدري الرافضين لتسليم السلاح. وزعم المصدر ذاته ان قوات الاحتلال تعرف كيف ترد على هؤلاء المنشقين... أي دور للصدر ويسمح تسليم السلاح لمقتدى الصدر بالتخطيط للمشاركة في العملية الانتخابية المرتقبة في بداية العام القادم. لكن الزعيم الشيعي الشاب يدرك ان وضعه كزعيم معرّض للخطر. وذهبت مصادر عراقية قريبة من المقاومة الى حد القول بأن الصدر باع تياره بثمن بخس وخذل المراهنين عليه. ورأت ذات المصادر ان تسليم السلاح يتعارض مع الصورة الاصلية لتيار الصدر الذي ظهر بوجه المقاومة معتبرة ان التيار الصدري انتهى بوجهه المقاوم ويدخل الآن ميدان اللعبة السياسية في ظل الاحتلال ولخدمته. لكن نفس المصادر اعترفت بأن مقتدى الصدر كان خاضعا لضغط شديد من قبل المرجعيات الشيعية وخصوصا من قبل علي السيستاني الذي رأى في ظاهرة الصدر خطرا يهدد وحدة المشروع السياسي الشيعي في العراق. وقال مراقبون ان حدوث انشقاقات سيضعف صورة الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي قد يجد نفسه في وضع صعب بما انه لا يضمن نجاح «مغامرته» السياسية بعد تسليم الاسلحة. وقال مسؤول عراقي سابق ينحدر من مدينة النجف الأشرف ان مقتدى الصدر وموقف المرجعيات الشيعية قد أساء كثيرا لموقف الشيعة العراقيين الذين يرفضون في غالبيتهم الاحتلال والتعامل معه.