النجف بغداد الناصرية (وكالات): تواصلت أمس المعارك ضارية بين أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والشرطة العراقية المدعومة بالمروحيات الأمريكية في مدينة النجف بينما أعلنت الحكومة العراقية فرض حظر التجول في مدينة الصدر الشيعية وهددت بتدخل الجيش العراقي لاخماد ثورة أنصار الصدر. وقتل أمس عشرة عراقيين على الأقل وأصيب عشرات بجروح في انفجارين غرب بغداد وقرب بعقوبة. ولليوم الخامس على التوالي تجددت أمس المعارك بين عناصر جيش المهدي الموالين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر من جهة والشرطة العراقية والقوات الأمريكية من جهة ثانية بينما حلّقت المروحيات الأمريكية في سماء النجف منذ فجر أمس. معارك طاحنة وقال مراسلون صحفيون ان اثنين من عناصر جيش المهدي استشهدوا وأصيب اثنان آخران في الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الأمريكي على مقبرة النجف. ومنذ ساعات الفجر الأولى سمع دوي اطلاق قذائف مدفعية وسط المدينة الشيعية. وحلّقت المروحيات الأمريكية في سماء المدينة وأطلقت قذائف في اتجاه مواقع محتملة لأنصار الصدر. وفي المدخل الشمالي الغربي للمدينة سمع دوي إطلاق نار بواسطة أسلحة آلية بينما حلقت المروحيات الأمريكية فوق المنطقة. وأعلن عناصر جيش المهدي في تسجيل بثته قناة «الجزيرة» أمس أنهم اختطفوا ضابطا في الشرطة العراقية وطالبوا باطلاق سراح المعتقلين من جيش المهدي مقابل الافراج عن الضابط العراقي المختطف. ومنذ بدء المعارك بين قوات الاحتلال الأمريكي وأنصار الصدر في النجف قبل خمسة أيام استشهد ما لا يقل عن 360 مقاتلا شيعيا بينما قتل 4 جنود أمريكيين حسب بيان للجيش الأمريكي نشر أمس في بغداد. لكن محافظ النجف تحدث عن «400 قتيل» بينما لم يعترف جيش المهدي سوى باستشهاد 15 من عناصره وإصابة 35 آخرين. وأعلنت الحكومة العراقية المعيّنة أمس فرض حظر التجول في مدينة الصدر ذات الأغلبية الشيعية شرقي العاصمة العراقية حتى صباح اليوم. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ان حظر التجول سيكون خلال هذه الفترة حتى اشعار آخر. وأضاف المتحدث أن القرار اتخذ بعد الأخذ في الاعتبار الوضع الأمني في مدينة الصدر التي شهدت أعمال عنف خلال الأيام الماضية «على حدّ تعبيره». وحذر وزير الدفاع في الحكومة العراقية المنصبة حازم الشعلان من جانبه أمس من أنه قد يتدخل «لسحق ميليشيات مقتدى الصدر» حسب قوله. وصرح الشعلان لقناة «العربية» الفضائية بأن «العمليات متواصلة وقد يتدخل الجيش العراقي إذا ما اتخذت هذه العمليات منحى خطيرا». وأضاف الشعلان: «سنلجأ إلى القوات المتعددة الجنسيات لتضمن لنا غطاء جويا لأن القوات العراقية ستكون كافية لسحق ميليشيات الصدر على الأرض». وحسب الشعلان فإن «فصائل وكتائب قدمت من البصرة والناصرية والديوانية والحلّة لمساندة عناصر جيش المهدي في النجف». وهدّد الوزير العراقي المعين «سنسحقهم في أقرب وقت لارساء الاستقرار في النجف والحدّ من الجرائم». وكان رئيس الحكومة العراقية المعينة إياد علاوي قد طالب أمس الأول برحيل أنصار الصدر من مدينة النجف. انفجارات وفي تطورات الوضع ببقية المدن العراقية أعلن مسؤول في الشرطة العراقية أمس مقتل ستة عراقيين على الأقل من بينهم 5 من رجال الشرطة وإصابة 16 آخرين بجروح أحدهم مسؤول في محافظة ديالي في انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكبه أمس في منطقة بلدروز التي تبعد 45 كيلومترا عن بعقوبة كبرى مدن المحافظة. وقال العميد داود محمد عزيز مدير شرطة ناحية بلدروز إن 6 أشخاص قتلوا من بينهم 5 من عناصر الشرطة وجرح 16 آخرون من بينهم رجال شرطة ومدنيون من المارة». وأوضح المصدر أن الهجوم وقع قرب منزل مساعد محافظ ديالي للشؤون الادارية بواسطة سيارة مفخخة وقد قتل سائقها. وقال شهود عيان إن أربعة عراقيين على الأقل قتلوا أمس عندما انفجرت قنبلة قرب حافلة مدنية غربي بغداد. وأوضح الشهود أن القنبلة كانت مزروعة في سيارة انفجرت على طريق رئيسي في قرية الخالدية كثيرا ما تستخدمه قوات الاحتلال الأمريكي. وذكر مصدر في الشرطة العراقية أمس ان ضابطا في الشرطة العراقية قتل وأصيب ثلاثة من أفراد الشرطة بجروح في هجوم بمنطقة المسيب جنوب بغداد. وأعلن الجيش الأمريكي أمس ان جنديا أمريكيا من قوات مشاة البحرية قتل أمس الأول. وكان مسلحون قد أضرموا النار في مكاتب حزب إياد علاوي في الناصرية أمس الأول مما أدى إلى تدمير المبنى كليا.