تشارك تونس سائر بلدان العالم الاحتفال في السابع من أفريل من كل سنة باليوم العالمي للصحة الذي وضعته المنظمة العالمية للصحة هذه السنة تحت شعار «مكافحة مقاومة الجراثيم لمضاداتها». وتهدف المنظمة العالمية للصحة من خلال اختيار هذا الموضوع الى الدعوة الى الحد من انتشار هذه الظاهرة وتكثيف الالتزام العالمي بالمحافظة على المضادات الحيوية لاجيال المستقبل باعتبار ان مقاومة الجراثيم لها تهدد استمرار نجاعة الكثير منها ضد الامراض المعدية. وتشير المنظمة الى ان مقاومة مضادات الميكروبات تحدث عندما تطرأ على الكائنات المجهرية، مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات، تحولات تؤدي الى التقليص من نجاعة الادوية المستخدمة لعلاج العدوى التي تسببها وحتى ابطالها. ويؤكد الخبراء ان الخطورة تكمن خاصة في البلدان التي ينتشر فيها الوصف غير المنظم للمضادات الحيوية او شراؤها دون وصفة طبية لاسيما تلك التي تتميز بكثافة سكانها بالاضافة الى الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية في صناعة الاعلاف حيث تستخدم كمعززات نمو. ويعتبر الطبيب الوحيد القادر على معرفة البكتيريا المسببة للمرض وذلك عن طريق اعراض المرض او من خلال اخذ عينة من الجزء المصاب او من الدم وزراعتها لمعرفة نوع البكتيريا المسببة لهذا المرض وبناء على هذا التشخيص يتم صرف الدواء المناسب. ويتسبب استخدام المضادات الحيوية في بعض الاعراض الجانبية على غرار ظهور حساسية عند تناول نوعية من المضادات وخصوصا مجموعة البنسلين. كما ان الاستعمال غير الرشيد للمضادات الحيوية لمدة طويلة يؤدي الى قتل انواع البكتيريا النافعة الموجودة في الامعاء خصوصا وهو ما يعرضها لهجمات بكتيرية ضارة قد تؤدي الى عدوى يصعب علاجه. وتعتبر مقاومة المضادات الحيوية مشكلة صحية لانها تقلل الخيارات لعلاج الامراض، وكل ما كان المضاد الحيوي فعالا وجب تخصيص استعماله عند الضرورة فقط. ولتفادي مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية يجب الحرص على عدم استخدامها لعلاج الاصابات الفيروسية التي نادرا ما تستدعي هذه الأدوية، واستعمالها الا باذن من الطبيب وعند الضرورة اضافة الى الالتزام بالوصفة الطبية التي تحدد عدد الجرعات ومدة العلاج.