لقي 50 عنصرا من الثوار الليبيين مصرعهم أمس وأصيب العشرات الآخرون في قصف لقوات «الأطلسي» شرق «البريقة»، فيما طالبت الأممالمتحدة بهدنة في مدينة مصراتة معقل الثوار الأخير في الغرب للتمكن من ايصال المساعدات للمدنيين وسط تأكيد بريطاني بأن لندن تدرس امكانية تدريب الثوار الليبيين من أجل تقوية وضعهم في الميدان. كما حلق الطيران الاطلسي ظهر أمس فوق العاصمة طرابلس واستهدف مواقع جنوب شرق المدينة وسمع دوي انفجارات بالعاصمة طرابلس وكان أحدها حسب رواية وكالة الصحافة الفرنسية عنيفا أدى الى اهتزاز المنازل على بعد كيلومترات عديدة من موقع الانفجارات. وأضافت الوكالة أن المقاتلات الأطلسية حلقت على ارتفاع عال أعقبه تفجيرات أجمع شهود عيان على أنها تمركزت جنوب شرق طرابلس حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من تلك المناطق المعروفة ب«صلاح الدين». غارتان وعشرات القتلى وفي البريقة، شرق ليبيا، استهدف «الأطلسي» عناصر الثوار في المنطقة بغارتين الأولى ضربت موقعا عسكريا للثوار والثانية دمرت حافلة تقل مقاتلين موالين للمعارضة. وأكدت مصادر محلية أن مستشفى «أجدابيا» استقبل عددا كبيرا من القتلى والجرحى. ونقلت عن الثوار استياءهم وفقدانهم الثقة في حلف الناتو مشيرين الى أن القذافي يستغل مثل هذه الهجمات على مواقع الثوار للتقدم شرقا. وأضافوا أن هذا الهجوم يأتي عقب أيام قليلة لهجوم مماثل أودى بحياة 13 من عناصر الثورة الليبية. وكانت مقاتلات «الأطلسي» قد أغارت أول أمس بشكل مكثف على كتائب القذافي في مصراتة مما أدى الى مقتل واصابة العشرات من القوات النظامية. دعوة أممية أمميا، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوة عاجلة لوقف فوري للاستخدام العشوائي للقوة العسكرية ضد السكان المدنيين. وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري أموس انه يجب وقف الأعمال الحربية بشكل مؤقت على الأقل حول مصراتة من أجل التمكن من ايصال الأدوية والمواد الغذائية الى المدينة وافساح المجال أمام الراغبين من السكان في الرحيل. وأشارت الى أن عدد ضحايا القتال في مصراتة تجاوز مئات القتلى والجرحى خاصة وان الكتائب قتلت وأصابت 30 مواطنا في مصراتة أول أمس وكانت مساعدة المتحدث باسم الحلف الأطلسي كارمن روميرو قد أعلنت أن «الناتو» سيفعل كل شيء لحماية المدنيين في مصراتة. خطة بريطانية وفي ذات الاتجاه ذكرت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أن مصادر دفاع محلية تدرس استئجار شركات أمن خاصة لتدريب الثوار الليبيين من أجل تقوية وضعهم في الميدان لاسقاط نظام العقيد معمر القذافي. ونقلت عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع البريطانية قوله ان لندن تسعى الى حث الدول العربية على تدريب الثوار الليبيين الذين وصفهم ب«غير المنظمين». وأضاف أن التعاقد مع الشركات الأمنية الخاصة سيكون المرحلة الثانية في منظومة اسقاط العقيد معمر القذافي. وذكرت تقارير مطلعة أن «الناتو» سيطلب من قطر والامارات الاضطلاع بمهمة تدريب الثوار والاسهام في دفع تكلفة التدريب خاصة وأن الدولتين موجودتان في مظلة «الناتو» بشأن فرض منطقة حظر الطيران. وفي سياق متصل، اتهم وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم القوات البريطانية بقصف منشآت نفطية في حقل السرير جنوب شرق ليبيا، بيد أن الثوار شددوا على أن تفجير الحقل يحمل بصمات القذافي وكتائبه الأمنية.