شنّ الثوار الليبيون امس هجوما من ثلاثة محاور في مدينة البريقة ودخلوا الاحياء الشرقية فيما قصفت قوات العقيد معمر القذافي حقل مسلة النفطي في شرق ليبيا... ونقلت قناة «الجزيرة» عن شهود لم تذكر أسماءهم قولهم «الثوار تمكنوا من طرد كتائب القذافي من البريقة وأشاروا الى تراجع الكتائب أمام الثوار. وذكرت مصادر إخبارية في هذا الصدد ان قوات القذافي تراجعت أمام هجمات الثوار وأطلقوا عشرات الصواريخ باتجاه مناطق غرب البريقة. وأشارت المصادر الى أن التغيير في قيادة الثوار وحركة الجيش مكنهم من النجاح في الهجوم من محور شمالي وشرقي وجنوبي. لكن مصادر متطابقة أكدت في وقت لاحق أن المعارك لا تزال مستمرة على مشارف البريقة بين الكتائب التابعة للعقيد الليبي والثوار الذين يسعون الى استعادة السيطرة على المدينة. وفي الوقت نفسه سمع مدير طائرات ودوي انفجارات قرب البوابة الشرقية للبريقة. وقال أحد الثوار ان الطائرات التابعة لحلف الاطلسي لم تقصف اي هدف بينما صدّ الثوار هجوما شنته الكتائب للسيطرة على مستودعات المؤن الرئيسية في المدينة. وفي هذه الأثناء قصفت كتائب القذافي مدن الجبل الغربي لمحاولة السيطرة عليها حيث واصلت حصار مصراتة التي تقع على بعد نحو مائتي كيلومتر شرق العاصمة طرابلس من جهاتها الثلاث الشرقيةوالغربية والجنوبية وحاولت اقتحام المدينة من الجهة الغربية عبر شارع طرابلس. وواصلت الكتائب وعدد من جنودهم السيطرة على مبنى عمارة التأمين في شارع طرابلس وحاولوا قصف مخازن الغذاء لتضييق الخناق على المدينة المحاصرة... ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان قولهم انه لا توجد مياه ولا كهرباء ولا أدوية في المدينة المحاصرة وأن القناصة التابعين لكتائب القذافي ينتشرون في كل مكان. وذكر ديبلوماسي تركي ان سفينة تركية أجلت 250 مصابا من المدينة تحت حراسة مقاتلات تركية وفرقاطتين حربيتين. وقدّم بعض المصابين الذين غطيت أجسادهم بضمادات شهادات هي الأكثر تفصيلا حتى الآن بشأن الأوضاع العصيبة بالمدينة المحاصرة. وبموازاة ذلك واصلت كتائب القذافي محاولات اقتحام مدينة الزنتان بوسط الجبل الغربي وإحكام الحصار عليها من الجهات الشرقية والشمالية والغربية وقد خلّف القصف دمارا واسعا في المنطقة. كما كثفت الكتائب هجماتها على بلدة يفرن التي شهدت اشتباكات عنيفة وترزح تحت وطأة حصار خانق. وفي تطوّر آخر أعلن ما يسمى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» أن الثوار الليبيين الذين قتلوا الجمعة الماضي في غارة نفذها حلف شمال الاطلسي (الناتو) خطأ في منطقة البريقة هم من العناصر التابعة له.