قُتل شخصان على الأقل وأصيب أكثر من 70 آخرين في مصادمات بين الجيش المصري والمتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة الذين عمدوا الى إحراق عدد من عربات الجيش وسيارات النقل الجماعي مطالبين باستقالة رئيس المجلس العسكري حسين طنطاوي فيما حذّر نائب رئيس مجلس الوزراء يحيى الجمل من وجود أياد «صهيونية» و«مباركية» تسعى الى إفساد العلاقة بين المؤسسة العسكرية والثوار. وأفادت مصادر إعلامية متطابقة بأن الشرطة العسكرية المصرية أطلقت النار في الهواء من أسلحة أوتوماتيكية فجر أمس السبت لتفريق متظاهرين كانوا موجودين في ميدان التحرير غداة مظاهرة كبيرة للمطالبة بمحاكمة حسني مبارك. واستخدمت الشرطة الهراوات وصاعقات الكهرباء ضد المتظاهرين واعتقلت عددا منهم. وقال شاهد عيان ان تدخل الشرطة العسكرية ضد المتظاهرين كان عنيفا جدا مؤكدا أنها طوّقت الميدان من كافة الاتجاهات. وأضاف أن مواجهات عنيفة بين الطرفين دارت في الساعات الأولى من فجر أمس. وفي ردّهم على الشرطة العسكرية أحرق المتظاهرون حافلة نقل ركاب مدنية وناقلة جنود عسكرية بميدان التحرير. وأظهرت صور بثّت على الموقع الاجتماعي «فايس بوك» ألسنة اللهب تتصاعد من المركبتين. وخلال الساعات الأولى من نهار أمس قام المتظاهرون بميدان التحرير بإغلاق كافة الطرق المؤدية إليه معلنين دخولهم في اعتصام مفتوح. من جانبه اتهم المجلس العسكري فلول النظام السابق بالتوتير الأمني. وقال البيان رقم 34 ان المجلس أمر بضبط وإحضار المدعو إبراهيم كامل أحد فلول الحزب الوطني والذي وردت معلومات تؤكد تورّطه مع بعض أتباعه في أعمال تحريض وبلطجة وإثارة للجماهير بميدان التحرير أول أمس الجمعة. من جهته، حذّر يحيى الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء من الثورة المضادة التي يحرّكها فلول النظام السابق والأيادي الصهيونية التي تدفع الأمور دفعا نحو صدام بين الشعب والجيش. وأضاف أن اسرائيل تريد تحطيم البلاد كما دمّرت العراق وقسّمت السودان وأنها تعلم أن القوة الحقيقية في المنطقة كامنة في مصر. وأشار الى أن تل أبيب تريد تجزئة مصر عن طريق إقامة دولة لا تعتمد على الدستور أو المواطنة بل على التعصّب لتمزيق ابلاد.