لمّا طالت مدة إضراب أعوان وعملة النظافة وتحوّلت الشوارع الى أماكن مقززة جراء المشهد المسيء لتونس الثورة والروائح الكريهة المنبعثة من الأكداس المتراكمة بادر صاحب تاكسي كمواطن واع بضرورة الحفاظ على نظافة حيّه بكراء شاحنة يوم الاحد الماضي.. وبالاشتراك مع أبناء الحي تم جمع كل الفضلات الموجودة في انتظار فك اضراب العملة المرتبط بتحقيق مطالبهم. هذه البادرة الواعية لا تتنافى وضرورة التضامن مع مطالب العملة وتتماهى مع ضرورة الحفاظ على صحة المتساكنين المهددة لو استمر الحال على ما هو عليه الى أسبوع آخر على خلفية هذا لا يتنافى مع ذاك. والأسئلة التي تفرض نفسها حاليا الى متى سيتواصل هذا الوضع حتى نحدد حاجياتنا من المبيدات المرجح نفادها من الاسواق للقضاء على «الناموس» والحشرات التي ستخلّفها المزابل؟ وكم ستخصص البلديات فيما بعد من ميزانيتها لمطاردة جحافل «الناموس» التي ستملأ الفضاء؟ وهل يتبنى متساكنو الاحياء فكرة المساهمة في التنظيف الذاتي في انتظار عودة عملة النظافة الى عملهم؟