تعتبر مدينة الزّهراء التابعة إداريا لولاية بن عروس من أجمل مدن الضاحية الجنوبية من حيث تطوّرها ومجال بنيتها التحتية الأساسية وكذلك جمالية وسطها الحضري وتنظيم شوارعها. لكن رغم هذه الميزات فإن سكان هذه المدينة يشتكون من عديد الإشكاليات ولعل أهمّها معاناتهم الدائمة وحربهم الضّروس ضد جحافل النّاموس التي تحرمهم النّوم ليلا وتحوّل راحتهم الى جحيم. "كريم كش" أحد متساكيني حي 18 جانفي بالزّهراء يحمّل المسؤولية كاملة للبلدية التي تأخرت كثيرا لمداواة أوكار النّاموس قبل التفريخ والتكاثر ولعلّ أهمّ هذه المواقع وادي معيزات ببرج الوزير ووادي الخمسة المحاذي للسكة الحديدية الرّابطة بين الزهراء وبوقرنين، هذان الواديان اللذان يحويان مياه راكدة والتي تزداد تعفّنا وروائح كريهة حين تنضاف إليها المياه المستعملة التي تصرفها قنوات ديوان التطهير فتتجمّع ثم تنصبّ جميعها في البحر لتلوثه وتحرم أهالي المنطقة من التمتع بشاطىء مدينتهم والسباحة في بحرها. أمّا المتجول اليوم في أرجاء مدينة الزهراء فيلاحظ ظواهر سلبية أخرى كثيرة دخيلة شوّهت الطابع الخاص لمدينة »سان جرمان« كعدم رفع أكداس المزابل بصفة دورية من طرف أعوان البلدية واختفاء معظم الحاويات المعدنيّة المخصصّة للغرض من أغلب الأنهج والشوارع وكذلك كثرة البناء الفوضوي الذي لم تسلم منه حتى المناطق الخضراء والحدائق العمومية أمّا أرصفة الشّوارع فقد أصبحت محرّمة على المترجلين لأنّها إمّا تحولت الى مساحات أماميّة مغطّاة تابعة لواجهات الدّكاكين والمحلات وباحات المقاهي أو بنيت فوقها أكشاك جديدة ل"الحماصة". "منصف المدوري" (نادل بمقهى) اشتكى من الحالة السيئة لبعض الشوارع والأنهج بحيه كشارع الدكتور الصادق المقدم بإقامة العزّ هذا الشارع الذي يحمل اسم علم كبير من أعلام بلادنا ظل متساكنوه يطالبون البلدية منذ أكثر من خمسة عشرة عاما بتعبيده وتنظيفه وإزالة الحفر منه لكنهم لم يحصلوا إلاّ على وعود. وهنا يتساءل بعض المواطنين وبكلّ إلحاح متى ستلتفت البلدية الى هذا الشارع وتقوم بما هو مطلوب منها للحدّ من الأضرار الجسيمة التي لحقت بهم وبسياراتهم. وختاما فإنّ أي مدينة مهما بلغ اتساع رفعتها وتطور عمرانها ونموها الديموغرافي وتوفر مواردها لا تكون نظيفة جميلة يطيب فيها العيش إلاّ إذا تظافرت جهود البلدية والمواطن فإذا تغافل أو تقاعس وتخَلّى أحد هذين الطرفين عن أداء واجبه تضرر الطرفان معا. فالبلدية ملزمة بتلبية حاجيات المواطنين اليومية الحياتية والعمل على إنجاز المشاريع وتوفير الخدمات في شتى المجالات كالصحة والنظافة والإنارة والتهيئة العمرانية وجمالية البيئة والمواطن مطالب بالتخلي عن فكرة »رزق البيليك« والتحلي بروح المواطنة والمحافظة على مكتسبات المجموعة والالتزام بنظمها وقواعدها وعدم التعدي على حريات غيره.