وسّع أمس الصهاينة نطاق اجتياحهم لشمال قطاع غزة حيث سقط في غضون ساعات قليلة شهداء وعشرات الجرحى فيما استشهد فلسطينيان آخران في الضفة الغربية منذ الليلة قبل الماضية. وردت المقاومة الفلسطينية من جهتها على هذه الاعتداءات بإطلاق مزيد من الصواريخ على المستوطنات وبعمليات متفرقة أوقعت عددا من الاصابات في صفوف جنود الاحتلال. وتضخمت أمس حصيلة الشهداء والجرحى في شمال (قطاع غزة باتساع نطاق الاجتياح الاسرائيلي (نحو الجنوب) وبوصول تعزيزات صهيونية أخرى في اطار عدوان كبير بعنوان منع اطلاق الصواريخ على المستوطنات انطلاقا من شمال القطاع. عدوان همجي وسقط معظم الشهداء والجرحى في منطقة جباليا التي تضم ميخما للاجئين. وذكرت مصادر طبية وأمنية فلسطينية ان الطفل منير الدقس (11 عاما) ومحمد عزالدين وسامي ثابت (22 و18 عاما) استشهدوا حين فتح الجنود الصهاينة النار بغزارة على مجموعة من الصبية والشبان كانت ترشقهم بالحجارة عند مدخل مخيم جباليا كما جرح فلسطينيين آخرين في هذا الاعتداء. وفي الوقت ذاته استشهد الشرطي محمود درابه (25 عاما) اثر اصابته برصاص جنود الاحتلال بينما كان على مقربة من رماة الحجارة. وفي وقت سابق استشهد محمد الحاج علي (24 عاما) الناشط في حركة «حماس» خلال اشتباك مع وحدة صهيونية في جباليا. وجرح 3 فلسطينيين آخرين في هذا الاشتباك. وفي المجموع أصيب ما لا يقل عن 45 فلسطينيا بينهم 12 جرحوا أثناء غارة شنتها مروحيات اسرائيلية على مخيم جباليا. وشمل الاجتياح بالأساس منطقتي جباليا وبيت لاهيا لكن القوات الصهيونية وسعت نطاق الاجتياح حيث تقدمت مسافة مئات الامتار نحو الجنوب بعد وصول تعزيزات من الجنود والآليات. وأثناء توغله باتجاه الجنوب دمر جيش الاحتلال الاسرائيلي منزلا واحتل بناية سكنية في جباليا. وفي الضفة الغربية استشهد امس الفتى محمد أبو نصرة (15 عاما) بعدما دهسته آلية عسكرية اسرائيلية بشكل متعمد في مخيم «الامعري» القريب من رام الله. ومرت الآلية الصهيونية مرتين فوق جسد الفتى مما أدى الى استشهاده على الفور. وكان الشهيد ضمن رماة الحجارة الذين تصدوا لهذه الآلية التي توغلت في المخيم. وفي أريحا بشمال الضفة الغربية اغتالت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية عامر عيدية القيادي المحلي في كتائب شهداء الاقصى وجرحت اثنين آخرين واعتقلت 15 شابا خلال توغل شاركت فيه نحو 20 آلية. وشمل الاحتلال الاسرائيلي مناطق بيت لحم وجنين وقلقيلية. رد على جرائم الصهاينة وفي ذروة الاجتياح الاسرائيلي لشمال قطاع غزة تمكن امس مقاتلو حركة «حماس» من اطلاق صاروخين من نوع «القسام» على مدينة سديروت في منطقة النقب بجنوبفلسطينالمحتلة. وحسب مصادر عسكرية صهيونية لم يوقع الصاروخان اصابات. كما أطلقت أمس ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية صاروخا من نوع «ناصر 3» على «سديروت». وفي جنوب قطاع غزة قصف المقاومون بمدفعية الهاون مستوطنة «غديد» الواقعة داخل مجمع «غوش قطيف» الاستيطاني. وفي محيط هذا التجمع تحديدا أصيب جندي صهيوني برصاص المقاومين الفلسطينيين مما استدعى نقله الى داخل فلسطينالمحتلة عام 1948. وأصيب عسكري اسرائيلي آخرفي هجوم مماثل بينما كان في موقع عسكري قرب مستوطنة «نفيه ديكاليم» غربي خان يونس. وجرح أمس ايضا جندي صهيوني طعنا بسكين فلسطيني (تم اعتقاله حسب الرواية الاسرائيلية) في بلدة «بني نعيم» قرب الخليل.