يعتصم منذ أكثر من ثلاثة أسابيع سكان قرية وادي الزيت الواقعة شرق مدينة زغوان أمام التعاضدية الفلاحية «الفارسين» احتجاجا على ما وصفوه بعزلهم عن جهاز الانتاج المميّز لقريتهم التي عانت طويلا تجليات هذا العزل من فقر وبطالة وحرمان. ومثل اعتصام أهالي القرية أمام ضيعة فلاحية لازالت تنطوي على أراض فلاحية دولية شاسعة لأكثر من 800 هك غير مهيكلة اشارة الى عدم رضاهم عن السياسة المعتمدة في العهد السابق في اسناد الأراضي الدولية الفلاحية باعتماد الرشوة والمحسوبية كما ذكروا. في زيارة «الشروق» الى موقع الاعتصام تمت ملاحظة أن أغلب المعتصمين هم كهول عملوا لسنوات طوال بالأراضي الدولية المحيطة بالقرية والبالغة مساحاتها أكثر من 1400 هك كمتعاضدين.. قالوا استصلحنا وزرعنا وبذرنا واعتنينا وسقينا الأرض من عرقنا ومنحناها حبّا وعمرا.. لم ينس محمد بن حمودة وسالم جبريل وغيرهم من المتعاضدين رغم مرور أكثر من 20 سنة أنه تمّ افتكاك أرضهم ومنحها للغير ووصفوا سياسة الاستثمار التي مارسها العهد السابق بالاستعمار، ولم ترضهم برامج الأحياء المنجزة بالأراضي الفلاحية المحيطة بقريتهم ويرونها فاشلة. ويطالب أهالي القرية كما ذكروا بالتوزيع الفوري للأراضي الدولية المتبقية على شباب المنطقة الذي يرزح تحت وطأة الفقر وضيق الأفق والمستقبل الغامض. كما دعا البعض منهم الى مراجعة اسناد بعض المقاسم الفلاحية في العهد السابق وأشاروا بالخصوص الى مقسم تمّ إسناده الى أحد أبناء عضو لجنة مركزية ل«التجمع» المنحل. كما دعوا السلطة الجهوية والحكومة المؤقتة الى أن تخصّهم ببرامج تنموية تعيد الاعتبار الى قرية وادي الزيت وتدرّ موارد الرزق ومواطن الشغل فضلا عن أخرى تعنى بالفتاة الريفية وترفع نسب التغطية الاجتماعية والصحية بالمنطقة.