بعد حصول الدكتور الناقد لطفي اليوسفي على جائزة عبد اللّه باشراحيل السعودية في النقد الأدبي منذ أشهر ها هو الشاعر يوسف رزوقة يحصل منذ أيام على جائزة الملك عبد اللّه الثاني للإبداع في مجال الشعر على مجمل أعماله.. وهي شهادة على قدرة المبدع التونسي على النجاح والتألق حيثما تحرك، وهو أمر يدخل البهجة والسرور على قلب كل تونسي لأنه يمثل نجاحا لكل التونسيين ا لمخلصين الجادين في أعمالهم مهما كان مجال اختصاصهم. إذن وجبت تهنئة الشاعر يوسف رزوقة على هذا النجاح والتمنيات له بمزيد النجاحات كما وجب التنويه برابطة الكاتبات التونسيات التي رشحت الشاعر للمشاركة في هذه المسابقة ناهيك وأن الشاعر عندما تحصل عن طريق الصدفة على بلاغ المسابقة والذي يشترط أن تتم تزكية المشارك من طرف جمعية ثقافية رسمية أو خاصة قد اتصل بصديق له يشرف على مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة طالبا منه ختم المؤسسة على مطلب مشاركته لكنه رفض وهنا يطرح أكثر من سؤال: لماذا لا يقع إعلام الكتاب التونسيين بهذه المسابقات التي تنظمها باستمرار جهات ومنظمات وجمعيات عربية؟ ومن يتصرف في البلاغات التي تتصل بأغلبها وزارة الثقافة؟ ولماذا لا يقع الاعلان عليها في الصحف الوطنية حتى تتاح الفرصة لكل كتاب تونس المشاركة فيها على قدم المساواة؟ أين هي المنظمات الأدبية من مثل هذه الأحداث؟ وأخصّ بالذكر هنا اتحاد الكتاب التونسيين وبيت الشعر؟.. لماذا لا يعلم اتحاد الكتاب أعضاءه بمثل هذه المسابقات ويفتح لهم باب المشاركة فيها؟ ألا يدخل ذلك في باب التعريف بالمنتوج الإبداعي الأدبي التونسي؟ أسئلة عديدة تطرح ولا أجوبة مقنعة لها، وفي نفس الكاتب مرارة علي ضياع هذه الفرص التي تتيح له التعريف بمنتوجه خارج حدود الوطن ولمَ لا الفوز بجائزة مالية هامة تساهم في توفير أسباب الراحة له حتى يواصل إبداعه في أحسن الظروف.. فالكاتب يصدر كتابه على نفقته الخاصة ويبقى ينتظر ادارة الاداب بوزارة الثقافة لتشتري منه مائة أومائتي نسخة لا تغطي كلفة طبع الكتاب ثم يمضي يتجول بين منودبيات الثقافة مستجديا شراء بعض النسخ من كتابه وفي أغلب الحالات تبقى مئات من النسخ في بيته يطالبها الغبار والعنكبوت وحتى اتحاد الكتاب التونسيين الذي لا يساهم في تكلفة طباعة كتاب أعضائه فإن دعمه يتمثل في شراءعشر نسخ من كل كاتب مع تخفيض قدره 25.. كل ذلك يجعل الكاتب المقيم بالعاصمة والذي له شبكة علاقات واسعة يتمتع بما لا يتمتع به غيره من المقيمين في المناطق الداخلية.. أضف الى ذلك افتقادنا الى تقاليد إرساء المسابقات الوطنية في مجال الإبداع الأدبي باستثناء ما تقوم به بعض المؤسسات الخاصة، فلا أعتقد أن وزارة الثقافة عاجزة على رصد جوائز مالية سنوية لكتاب تونس وتبني إنتاجهم وهي التي تمكن المبدعين في مجالات المسرح والسينما والموسيقى من دعم لو توفر جزء بسيط منه للكاتب لأزهر ابداعهم لأن في هذا القطر الصغير الجميل من الكتاب في مختلف المجالات ما لا يوجد في أقطار عربية أكبر منا مساحة وأكثر منا دعما للكتاب. مرة أخرى أهنئ الشاعر يوسف رزوقة وأحلم بالخير يعمّ كتاب هذا البلد الطيّب وأكتب.. لا أملك إلا أن أحلم وأكتب..