بقلم: رضا قاسم المثناني (الحمامات) نحن العرب أو الأعراب على وجه الخصوص نحسد الغرب على حياتهم المنعمة والرفاهية التي ينعمون بها ونسارع الى الهجرة أو التهجير إلى أحضانهم كلما سنحت لنا الفرصة، ولا ندري السبب الحقيقي وراء هذه اللهفة والهجرة إليهم، ندفع بخير عقولنا إليهم يساعدوهم على الرقي والتقدم، وندفع بساوعدنا المفتولة كي يساعدوهم على التنمية، وندفع لهم بأعداء الوطن كي يصنعوا معارضة تبقى شوكة دامية في حلقنا. ان الغرب يحسدنا على الشمس الساطعة والسماء الصافية والبحر الذي يكاد لا تتلاطم أمواجه إلا مع نسمات عليلة هادئة ويحسدنا أيضا على جهلنا وغبائنا. نهاجر الى الغرب ونعيش في صقيع شتائه وثلوج وعواصف وأمطار وزلازل وبراكين ليست لنا طاقة على تحملها ورغم ذلك نظل نتمسك بالاقامة في بلادهم وإذا ما سنحت لنا الفرصة نتجنس وحتى نتدين بدينهم ونصبح ندافع عن بلادهم ومصالحهم. لا نتردد أبدا، بل يكون ذلك يوم المنى ليس ذلك حبا في الغرب ولا في أنوائهم ولا في الحياة الهانئة التي يعيشونها ولكن السبب وراء هذا لن يكون عشقا إنما هو هروب من واقع مر وأليم ودكتاتورية مقنعة بقناع العدل الشيء الذي نسينا معه جمال بلادنا الغالية ودفء شمسنا وصفاء سمائنا لأن حكامنا (أقولها بمرارة الحنضل) يعاملوننا كغرباء وعشنا مسلوبي الارادة. نعامل وكأننا قطيع من الأغنام، وشب ساعدونا وشب معنا الخوف والرعب والاستسلام فضلا عن الاحساس بالدونية وكره الذات والاحساس بمركبات النقص، هذا هو حال المواطن العربي الذي نريده أن يدافع عن هذا الوطن ويحمل السلاح دفاعا عن حدوده القومية أو حتى عن حدوده الاقليمية المصطنعة، هذا هو حال المواطن العربي الذي نريده أن يتجند لخدمة وطنه وينهض به علميا واقتصاديا وصناعيا وفكريا وهو الذي لم يحس يوما بالأمان، لذلك لم تعد الخيانة عار ولم يعد الهروب من الوطن جريمة، فصاحب الفكر منا حينما يهاجر الى الغرب يلاقي كل الترحاب ويعامل باحترام وتفتح كل الآفاق أمامه فيتقلد أعلى المراتب ويخترع ويكتشف أشد الاختراعات تعقيدا ويساهم مساهمة فعّالة في بناء وطنه الجديد الذي وفر له كل مقومات الحياة الكريمة والأمان، فما باله في وطنه الأم لم يظهر على الساحة الفكرية والعلمية. فهناك آلاف الاختراعات والاكتشافات لم ولن ترى النور لأن سياسة التعكيل والتكميم هي السائدة ولها اليد العليا. إن المواطن العربي لم يكن يوما ناكرا للبيئة التي تربى على بساطها وليس من شيمة الغدر والخيانة، إن هذا المواطن المغلوب على أمره لم يولد جاسوسا ولم يشب على العمالة، ولم يكن الانسان العربي بالذات في ما مضى من تاريخه الطويل مستعدا لبيع وطنه وأمته والتراب الذي ترعرع عليه بأي ثمن، ولكن عندما يفقد الانسان انسانيته ويهان فوق ترابه من أبناء جلدته ويرى الظلم علنا والمحسوبية جهارا وتفتح السجون بدلا من المشافي وتجهز أوكار التعذيب بدلا من تجهيز دور العلم والمعرفة ويعلو الباطل على الحق وينادي يا عدل يا قانون يا دستور يا وطني ولا من مجيب وتسد أبواب الرزق في وجهه ويحس بالاحتقار في كل إدارة رسمية يتوجه إليها. فإن صلى يتهم وإن فسق يتهم وإن تصدق يتهم وإن عبر عن رأيه يتهم وإن طالب بشغل شريف يقيه من الحاجة يتهم، وإن صرخ جائعا يتهم وإن هاجر في أرض اللّه الواسعة يتهم فماذا تنتظرون من مثل هذا المواطن يا سادتي الحكام. لا تنتظرون منه الاتيان بفعل نافع ولا تطلبون منه أن يكون مواطنا صالحا على مزاجكم ولأن الضغط يولد الانفجار ولأن الانسان ان فقد في الوطن أبسط مقومات الحياة العادية التي تحفظ كرامته وقليلا من الحرية وشيئا بسيطا من العدالة الاجتماعية فلم يعد هذا الوطن وطنه ويفقد حاسة الانتماء وهذا المواطن في بعض بلادنا أو جلها من المحيط الى الخليج موجود لكنه يعيش بلا هوية وبلا انتماء وبلا وطن وهو فريسة سهلة في أيادي الصهيونية العالمية تجنده في شتى المجالات ولصالحها لأنه مستعد نفسيا وعقليا لفعل أي شيء دون أن يفكر في وطن عاش فيه غريبا ودولة سلبته كل شيء حتى ذاته وقوم منافقون بلا مبادئ وبلا أهداف، قوم يرفعون شعار (يا روح ما بعدك روح) هذا المواطن المقهور لا شيء ينتظره غير شبح الجوع يهدده في كل حين وينذر أسرته بالمرض والهزال والفناء، لذلك ليس هذا المواطن مذنبا ما دامت العدالة لا وجود لها إلا على الورق وليس هذا المواطن خائنا ما دامت الشعارات موجودة فقط على اللسان ويأتي بها البيان، ونحن معشر الأعراب تلك المساحات التي نسميها دول خير من يرفع الشعارات الجوفاء وخير من يلقي الخطب العصماء وأفضل من ينظم الأشعار الخرقاء وأعظم من يقيم المسيرات المؤيدة للأنظمة ما وجدت في هذه الدنيا مثل الأعراب في قمع بعضهم البعض، وقديما قالوا وطن لم نلاقي الكرامة فيه لا نريده ولا نبغيه. في التخريب.. والحزبية.. وبقر (om-tn) لا شك أن السياسة والاقتصاد أشياء محيرة للمواطن ذو الفكر المحدود ولكثرة الأحزاب في تونس وتعدد أفكارها وتفكيرها وأهدافها ومراميها وبما أن الحصول على تأشيرة حزبية أصبح أسهل من الحصول على رخصة «حماص»، قررت وخدمة لغير العارفين بأسرار السياسة وعلمها أن أبسط لهم فكر وتفكير وأهداف بعض هذه الأحزاب على طريقة المفكر الفذ السيد (بلوط) وإليكم بعض ما جاء في سفره المفيد: 1 الاقطاعية: لديك بقرتان صاحب الأرض يستولي على حليبها ويأمر بجلدك. 2 الاشتراكية المحضة: لديك بقرتان الحكومة (المؤقتة) تأخذهما وتضعهما في حظيرة تجمع كل أبقار الآخرين، وبالمقابل تعطيك بعض ما تحتاجه من الحليب. 3 الاشتراكية البيروقطراية: لديك بقرتان، الحكومة تأخذهما وتضعهما في حظيرة تجمع كل أبقار الآخرين، يقوم مربو الدجاج بالاشراف عليهما في حين أن تشرف على مزرعة الدواجن، تقوم الحكومة بمنحك حاجتك من الحليب والبيض بحسب ما ينص عليه القانون. 4 الفاشية: لديك بقرتان، الحكومة تستولي عليهما، وتوظفك للعناية بهما، ثم تبعك الحليب المنتج. 5 الشيوعية المحضة: لديك بقرتان يساعدك الجيران في العناية بهما ثم يتشاركوا في ما تنتجانه من حليب. 6 الشيوعية السوفياتية: لديك بقرتان، عليك الاعتناء بهما، ولكن الحكومة تستولي على كل الحليب وتعطيك ما تحتاجه (بالبونو) 7 الشيوعية الصينية: لديك بقرتان، الحكومة تعين ألف مواطن لرعايتهما ثم تصدر الحليب للولايات المتحدة وتورد الياغورت. 8 الديكتاتورية = لديك بقرتان، الحكومة تستولي عليها ثم تقوم بإعدامك بقانون من أين لك هذا؟ 9 العسكريتارية = لديك بقرتان، الحكومة تأخذهما،وتجندك في الجيش للدفاع عن (اللّه والعلم). 10 الديمقراطية المحضة = لديك بقرتان، يقرّر جيرانك من سيأخذ الحليب؟ 11 الديمقراطية البرلمانية = لديك بقرتان، يقوم الجيران بانتخاب ممثل عنهم ليقرّر مصير الحليب. 12 الديمقراطية الأمريكية = الحكومة تعد بإعطائك بقرتين إذا صوّت لصالحها، بعد الانتخابات يتمّ خلع الرئيس لأنه ضارب على مستقبل الأبقار، والصحافة تطلق على الحدث اسم (بقرغيت). 13 الديمقراطية البريطانية = لديك بقرتان، تطعمهما أمخاخ الغنم مما يدفعهما للجنون، الحكومة تقف عاجزة عن فعل أي شيء ثم فجأة تتهم «القاعدة». 14 الديمقراطية السنغافورية = لديك بقرتان، في البداية الحكومة تغرمك ماليا وتأمر بجلدك لاحتفاظك بحيوانات غير مرخص لها في مكتبك الصغير. 15 البيروقراطية = لديك بقرتان، في البداية تعطي الحكومة التعليمات اللازمة في ما يخص إطعامهما وجدولة عملية حلبهما، ثم تعطيك مبلغا من المال لثنيك عن حلبهما، ثم بعد ذلك تأخذ واحدة تذبحها، وتقوم بحلب الثانية وتلقي الحليب في المجاري، أخيرا تطلب منك ملء استمارة لتبيان أسباب نفقان البقرة الأولى. 16 الفوضوية = لديك بقرتان، إما أن تقرّر بيع الحليب بلا مقابل، أو أن يقدم الجيران على قتلك والاستحواذ على البقرتين. 17) الرأسمالية = لديك بقرتان، تبيع واحدة وتشتري بدلا عنها ثورا. 18 الرأسمالية في هونغ كونغ = لديك بقرتان، تبيع ثلاث منها للشركة المسجلة قانونا باسمك من خلال ضمانات مصرفية يرتبها لك صهرك، يطلب البنك التسديد مع تسهيلات تشجيعية بمنحك أربع بقرات في المقابل وخصومات ضريبية لخمس بقرات، تحول ملكية الحليب لستّ بقرات الى مصرف في جزيرة عند بحر الكاريبي الذي يقوم بدوره بتجهيز أوراق تقول انك تملك حقوق حلب سبع بقرات، ثم تقدم التقرير المالي السنوي وتذكر أن الشركة الأصلية تملك تسع بقرات، مع حقها بشراء واحدة اضافية. 19 البيئوية = لديك بقرتان، الحكومة تمنعك من حلبهما أو ذبحهما، وتعين لذلك رقيبا. 20 الشمولية = لديك بقرتان = الحكومة تستولي عليهما وتنكر وجودهما أصلا يتم منع تداول الحليب بشكل تام. 21 السريالية = لديك زرافتان، الحكومة تصرّ على أنهما بقرتان وتطلب منك تعلم الشطيح والرديح للترويح عنهما. 22 القومية العربية = الحكومة تطلق مبادرة لتشجيع كسب الأبقار وتقرّر ميزانية لذلك، وتطلب من المستفيدين تهيئة المكان طبقا للمواصفات العالمية ثم (ترقد في الخط) وحين يمل المواطن من الوعود الكاذبة ينتفض حينها تصحو الحكومة من نومها وتعاقب المنتفض بالسجن مدى الحياة على أساس التعامل مع جهات خارجة للاشاعة الفوضى.