أكد المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين أن وقائع الاعتداء المتمثل في تعمد 50 عون أمن اقتحام المحكمة الابتدائية بسوسة وإخراج زميلهم من غرفة الإيقاف قد حصلت فعلا وذلك خلافا لما جاء في البلاغ الصادر عن وزارة الداخلية بتاريخ 15 أفريل 2011. وأوضح المكتب التنفيذي في بلاغ صادر عنه أمس السبت، أن وقائع الاعتداء حصلت على إثر إحالة الأبحاث إلى قاضي التحقيق بالمكتب الثالث بالمحكمة في القضية عدد6107/3 والتي تعلقت بثلاثة أعوان أمن أحضروا بحالة تقديم وبشخصين بحالة احتفاظ. وأضاف البيان أنه بسبب إصدار قاضي التحقيق لبطاقة إيداع ضد أحد أعوان الأمن، «تولت مجموعة من الأعوان تعد خمسين شخصا تقريبا، اقتحام مقر المحكمة والدخول إلى مكتب قاضي التحقيق ثم التحول إلى غرفة الاحتفاظ وإخراج عون الأمن الصادر في شأنه بطاقة إيداع باستعمال القوة واقتياده في السيارة الإدارية التي قدموا على متنها والتوجه به إلى وجهة غير معلومة». وجاء في البلاغ أن ذلك حصل مع إحداث حالة «اضطراب وتشويش كبرى بالمحكمة والتلفظ بعبارات ماسة من اعتبار قاضي التحقيق والسلطة القضائية». وأكد المكتب التنفيذي في بلاغه هذا «تضامنه مع قاضي التحقيق وبقية الزملاء والإطار الاداري بالمحكمة الابتدائية بسوسة»، مطالبا بفتح تحقيق إداري وقضائي في تلك الوقائع الخطيرة، لما فيها من مساس بحصانة القضاء واستقلاله في هذه الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد. وقال البيان: إن جمعية القضاة التونسيين «تحتفظ بما لها من حق في إثارة الدعاوى، ردا لاعتبار القضاء وإقامة للعدل». ويذكر أن وزارة الداخلية كانت أوضحت في بلاغ أصدرته أول أمس، أن المعلومات التي تم تداولها مؤخرا عبر بعض وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية حول هذه الحادثة «لا صحة لها».