قتل أربعة سوريين وأصيب عشرون آخرون الليلة قبل الماضية وخلال الساعات الأولى من فجر أمس برصاص الأمن السوري في بلدة «تلكلخ» بمحافظة حمص وسط سوريا المحاصرة بدبابات الجيش، في حين نزحت عشرات العائلات السورية باتجاه الأراضي اللبنانية. وأفادت مصادر للجزيرة بأن من بين القتلى الأربعة مواطنا تُوفي متأثرا بجراحه بعد نقله إلى مستشفى بشمال لبنان عقب وصوله مع جريحين آخرين لتلقي العلاج قادمين من الأراضي السورية. حواجز أمنية من جهتها نسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى ناشطين قولهم إن حواجز أمنية أقيمت عند مداخل «تلكلخ»، وإن أصوات إطلاق نار كثيفة سمعت في المدينة، وأضافوا أن قوات الأمن انتشرت في القرى المحيطة أيضا. وجاءت أحداث «تلكلخ» بعد يوم من إعلان دمشق بدء سحب وحداتها من مدينتي «بانياس» و»درعا» اللتين شهدتا مظاهرات مناهضة للنظام . وشيعت حمص قتلى احتجاجات سقطوا خلال مظاهرات ما سماها الناشطون «جمعة الحرائر». من جهته قال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا عمار القربي إن العدد الإجمالي للقتلى في احتجاجات الجمعة ارتفع إلى تسعة، أربعة في مدينة حمص بوسط البلاد، وثلاثة في بلدات حول دمشق، واثنان في مدينة درعا الجنوبية. في غضون ذلك أدان المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار السلطات السورية في «سياسة الاعتقال التعسفي» بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني. وقال المرصد في بيان له إن السلطات الأمنية اعتقلت العشرات في «جمعة الحرائر» بكل من «داريا» و»ريف دمشق» و»حمص» و»عفرين» ومناطق أخرى. وأضاف المرصد أن السلطات أحالت يوم الخميس عدداً من المتظاهرين إلى القضاء بتهمة إثارة الشغب، بينما اعتقلت في مدينة بانياس في اليوم ذاته شاعراً في السادسة والسبعين من العمر بعد إلقائه قصيدة في إحدى المظاهرات التي شهدتها المدينة. نزوح للبنان وسط هذه الأجواء شهدت الحدود السورية اللبنانية حركة نزوح جديدة لعشرات العائلات السورية من بلدة «تلكلخ» نحو منطقة وادي خالد في شمال لبنان، في سيناريو تكرر في المنطقة نفسها قبل عدة أسابيع. وقالت مصادر محلية من بلدة «وادي خالد» لوكالة الصحافة الفرنسية إن أغلب النازحين نساء وأطفال، وأن بعضهم مصابون بجراح ناتجة عن طلقات نارية، ونقلوا إلى مستشفيات لبنانية. وذكر سكان فارون لوكالة «رويترز» إنهم شاهدوا جنودا ومسلحين ملثمين وصفوهم بأنهم موالون للنظام، وأضافوا أنهم سمعوا أصوات نيران أسلحة آلية . وأفادت امرأة فرت إلى لبنان بأن بلدة «تلكلخ» شهدت مظاهرة سلمية يوم الجمعة فقط وأن اشتباكات عنيفة جدت أول أمس السبت . لجنة للحوار وفي خضم هذه الأحداث شكل الرئيس السوري لجنة للحوار مع المعارضة السورية برئاسة نائبي الرئيس فاروق الشرع ونجاح العطار . كما اجتمع الأسد بعدد من الممثلين والمخرجين السوريين، داعيا إياهم إلى ضرورة عكس الواقع كما هو في أعمالهم، خصوصا في ظل الظروف التي تمر بها سوريا. وتعليقا على تشكيل لجنة الحوار، قال رئيس مجلس إدارة المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا محمود مرعي إنه يجب أن يسبق عمل اللجنة الإفراج عن كافة معتقلي الرأي الذين تم اعتقالهم على خلفية الأحداث الأخيرة، وكف أيدي الأجهزة الأمنية عن الشعب وسحب الجيش من الشوارع، وإيقاف «مسلسل الاعتقالات» المستمر . وأضاف أن على النظام السوري الاعتراف بالمعارضة، مشيرا إلى أنه ما عدا اجتماع عدد من المثقفين مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان لم يتم الاتصال بالمعارضة. ولفت إلى أن الشارع السوري لن يهدأ إذا لم يلمس «إصلاحات جدية وخطوات عملية».