قال شاهد عيان ان القوات السورية قتلت اثنين وأصابت عشرات اخرين أمس الأحد في مدينة «الرستن» في وسط سوريا التي شهدت مظاهرات غفيرة ضد حكم الرئيس بشار الاسد فيما جددت موسكو رفضها طرح الملف السوري على النقاش داخل مجلس الامن. وقال أحد سكان «الرستن» اتصلت به «رويترز» ان قوات مدعومة بالدبابات طوقت «الرستن» صباح امس وبدأت في اطلاق نيران أسلحة ثقيلة في شوارع المدينة التي يسكنها 80 ألف نسمة على بعد 25 كيلومترا الى الشمال من مدينة «حمص» المضطربة. وقال الشاهد وهو محام رفض نشر اسمه خشية الانتقام منه «المركز الطبي الرئيسي ل «الرستن» مكتظ بالجرحى. والدبابات موجودة في أنحاء المدينة وهي تطلق النار بكثافة.» حصار ل «تلبيسة» و«الرستن» وعلى الصعيد الميداني قالت مصادر وشهود عيان إن مدينتي «تلبيسة» و«الرستن» القريبتين من مدينة «حمص» وسط سوريا تعرضتا لحصار كامل في حين اقتحم الجيش والأمن المدينتين مدعوما بالدبابات. واعتبرت مصادر سورية أن «هذا الأمر محض انتقام» في اشارة الى الاف المحتجين الذين طالبوا الجمعة الفارط باقالة «بشار الاسد' في واحدة من أكبر المظاهرات بالمنطقة منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكمه بجنوب سوريا يوم 18 مارس الماضي وامتدادها في أنحاء البلاد. وتقع الرستن في منطقة زراعية على الطريق الرئيسي السريع في الشمال الممتد بين دمشق وحلب ثاني اكبر المدن السورية. وقال المحامي ان الانترنت وامدادات المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الارضية وأغلب خدمات الهاتف المحمول قطعت في خطوة يستخدمها الجيش في العادة قبل اقتحام المدن. وتقدر «جماعات لحقوق الانسان» أن قوات الامن والجيش ومسلحين موالين للاسد قتلوا ألف مدني على الاقل خلال الاسابيع العشرة المنصرمة. وتقول ان عشرة الاف شخص ألقي القبض عليهم وأن ممارسات مثل الضرب والتعذيب منتشرة. وفي بلدة «دير الزور» شرق البلاد قال شاهد ان رجلا واحدا على الاقل أصيب أول أمس عندما فتحت قوات الامن السورية النار لتفرقة مظاهرات ليلية. وقال الشاهد وهو من سكان المدينة في مكالمة هاتفية «كنت أسمع أصوات الاعيرة النارية والمحتجين وهم يهتفون 'الشعب يريد اسقاط النظام' في الوقت ذاته». ونظمت مظاهرات كل ليلة في «دير الزور» ومدن وبلدات أخرى للتحايل على الاجراءات الامنية التي تم تشديدها في الاسابيع القليلة الماضية بعد أن زاد المتظاهرون من أعدادهم ونشرت الدبابات داخل المدن وحولها. من جهتها, أظهرت صور حصلت عليها «الجزيرة» جنودا في الجيش السوري ينزفون بعد تعرضهم وفقا لناشطين حقوقيين لإطلاق نار من قبل زملائهم بسبب رفضهم إطاعة أوامر قادتهم بقتل المتظاهرين العزل في مدينة درعا. وأضافت أن الاتصالات والكهرباء قطعت عن مدينة «تلبيسة» وسمع إطلاق رصاص من أطراف المدينة. رفض روسي من جهته, أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اتصاله مع وزير الخارجية وليد المعلم، أن روسيا ترفض طرح الملف السوري في مجلس الأمن، لافتا إلى انه من الضروري تحقيق تغييرات ايجابية في سورية في الوقت القريب. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، إن «وزير الخارجية الروسي سيرغي أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره السوري وليد المعلم، تبادل الطرفان خلالها الآراء حول تطور الوضع في سوريا مع الأخذ بعين الاعتبار ما كان رئيسا البلدين ديميتري مدفيديف وبشار الأسد قد ناقشاه خلال مكالمتهما الهاتفية مؤخرا، والتقديرات التي تم طرحها في قمة الثماني الكبار ب «دوفيل»». وكان الرئيس الأسد أكد، في اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف، أن سوريا ماضية في عملية الإصلاح بطريقة ثابتة وديناميكية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن سوريا لن تسمح بنشاطات الجماعات المسلحة. وأضاف البيان أن «وليد المعلم أحاط نظيره الروسي علما بالخطوات العملية التي تخطط لها القيادة السورية لتحقيق الإصلاحات السياسية الداخلية المعلن عنها والرامية إلى تطبيع الوضع في البلاد واستعادة الوفاق الوطني».