هاجمت الشرطة اليمنية أمس آلاف المتظاهرين في ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، مما أدى الى إصابة 15 شخصا، فيما أكدت المعارضة اليمنية أنها رفضت الصيغة «الجديدة» للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية لأنها لم تنص على تنحّي الرئيس علي عبد اللّه صالح وهو المطلب الذي تضعه المعارضة في قمّة مطالبها. وقال متظاهرون يمنيون أمس في تصريح لوكالة «رويترز» ان رجال شرطة يرتدون الزيّ المدني ومسلحين بهراوات ومسدسات وحجارة هاجموا آلاف المحتجين الذين خرجوا في مسيرات انطلاقا من الميدان الذي يعتصمون به وسط الحديدة للمطالبة بإنهاء حكم علي عبد اللّه صالح. انتقال السلطة وقال أطباء ان 15 شخصا على الأقل أصيبوا اثنان منهم بالرصاص والباقون بالهراوات والحجارة، فيما أكد شهود عيان أن المتظاهرين عادوا الى مخيمهم بعد الاشتباكات وساد الهدوء شوارع المدينة. وتصاعدت حدّة التوتر في اليمن مع تعثر محادثات انتقال السلطة بين المعارضة والحكومة في الوقت الذي دخلت فيه الاحتجاجات التي شهدت تجمّع عشرات الآلاف كل يوم شهرها الثالث. وفي هذا الاطار اعتبر وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي أمس أن اللقاء الذي عقدته المعارضة مساء أمس الأول مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي للبحث في مبادرتهم حول اليمن هو بداية عملية ستقود في النهاية الى انتقال السلطة. ومن جهتها أعلنت المعارضة أنها متمسّكة بالمبادرة الخليجية في صيغتها الأولى التي تنص على تنحّي صالح وليس على نقل صلاحياته الى نائبه، وتقرّر عقد جولة حوار بين دول المجلس والحكومة اليمنية. خلافة في اليمن؟ وعلى صعيد آخر تناولت دراسة تحليلية لتطورات الأوضاع السياسية في اليمن سيناريوهات ما بعد اسقاط النظام الحاكم. وقالت الدراسة التي نشرتها صحيفة «14 أكتوبر» أمس انه «على الرغم من أن هناك من يتوقع 4 سيناريوهات ممكنة لما بعد صالح وتتمثل في تسليم السلطة الى المجلس العسكري، أو الى مجلس رئاسي أو الى نائب الرئيس أو الى حكومة وحدة وطنية انتقالية تعمل على إدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية وتشرف على تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، إلا أن هناك من يرى أن اليمن يتجه نحو قيام خلافة إسلامية». وأوضحت الدراسة ان «هناك عددا من الشباب المطالبين برحيل صالح في صنعاء وعدن والمكلاّ والحديدة وتعز وصعدة وعمران، يردّدون شعارات تشير الى (قرب الخلافة الاسلامية) ويستشهدون بكلمات الشيخ عبد المجيد الزنداني عن أن ما يحدث في الوطن العربي من ثورات هي مقدمة لإقامة الخلافة الاسلامية في عام 2020». وأشارت الدراسة الى أن الآراء اختلفت حول «الخليفة المقبل» حيث انه من وجهة نظر «حزب التحرير» فإن هذا الشخص يجب أن يكون رجلا «ذو بأس شديد على الكافرين والمنافقين رحيم على أمته اليمنية»، في حين يعتقد المتعاطفون مع تنظيم «القاعدة» انه سينطلق من عدن وأبين وليس صنعاء أو تعز.