شهدت مباراة الأولمبي الباجي ومستقبل المرسى أحداثا لا علاقة لها بلعبة كرة القدم والحمد لله أن ذات الأحداث لم تكن دموية ومأساوية. ففي الدقيقة 70 اقتحم عدد كبير من الجماهير الميدان ممّا اضطر الحكم محمد الهادي باكير إلى إيقاف المباراة ودعوة الجميع للالتحاق بحجرات الملابس وهو ما أتاه طاقم التحكيم ولاعبو المرسى والإطار الفني والمسؤولين وفي المقابل ظلّ لاعبو الأولمبي الباجي وسط الميدان لتهدئة الجماهير الغاضبة فما يعلمه اللاعبون ولا تعلمه الجماهير الغاضبة أن توقف المباراة لهذه الأسباب يعني حتما إغلاق ملعب باجة وإقرار هزيمة الأولمبي دون اعتبار العقوبات المالية. وشيئا فشيئا بدأت هذه الجماهير تعود تدريجيا إلى المدارج وقد غادر عدد كبير هذه المدارج خوفا من تطورات مخيفة... 43 دقيقة من الانتظار والمفاوضات 43 دقيقة (شوط بحاله) هي المدة الزمنية التي قضاها الحكم محمد الهادي باكير ولاعبو المرسى بحجرات الملابس الخاصة بكل منهما... وقد طالت المفاوضات بين الحكم باكير والرائد عادل الجويني المسؤول عن الأمن في الملعب... وقد صرّح الرائد لمختلف وسائل الإعلام بأنه وكل الفرق الأمنية بالملعب قادرون على توفير الأمن والحماية اللازمة للاعبين وطاقم التحكيم والإطار الفني والإداري على بنك الاحتياط.. إثر ذلك قرّر الحكم باكير العودة إلى الملعب واستئناف اللعب فاستجاب الجميع لذلك. هدف التعديل والتهدئة وحال استئناف اللعب نفذ صابر المحمدي مخالفة أحسن استقبالها نضال النفزي وأمضى هدف التعادل مما محا نهائيا فكرة اقتحام الملعب مجددا من طرف الجماهير الغاضبة على وضع الأولمبي والخائفة من هزيمة جديدة تعصف بالفريق إلى الرابطة المحترفة الثانية... وفي المقابل توقف اللعب من جديد باعتبار احتجاج الحارس حسان البجاوي على وجود مخالفة عليه عند تسجيل الهدف واحتجاج مرافق مستقبل المرسى عمر الجبالي على شرعية الهدف معتبرا أن هذا الهدف كان مسبوقا بمخالفة تسلل. سيناريو جديد وبعد 5 دقائق تقريبا عاد اللعب من جديد وتولى الحارس حسّان البجاوي لعب الكرة بنفسه داخل دائرة وسط الميدان بدل المهاجمين وحاول مباغتة زميله حارس الأولمبي أيمن زيدان لكن الحيلة انقلبت على صاحبها فمرر زيدان لرودريق الذي وزّع في العمق فتباطأ حسان البجاوي في الإمساك بكرة سهلة وفي متناوله مما سمح لفخر الدين قلبي للالتحاق به وإمضاء الهدف الثاني. انسحاب غير مبرّر إثر الهدف الثاني انسحب لاعبو مستقبل المرسى من الميدان رفقة إطارهم الفني والتحقوا بحجرات الملابس دون أي موجب لذلك وفق ما دونه الحكم محمد الهادي باكير على ورقة المباراة ووفق ما كنا نتابعه من هدوء على المدارج فالجماهير تحول غضبها إلى فرحة عارمة وهتاف بألوان الأولمبي الباجي.. انتظر الحكم عودة لاعبي المرسى إلى الميدان 7 دقائق بحالها لكن ذلك لم يقع فأعلن نهاية المباراة... وخلال هذه الدقائق السبع كان لباكير حوار مع وسائل الإعلام ومسؤولين من مستقبل المرسى حمّلوا الحكم مسؤولية ما يجري والحكم متمسك ببراءته من أي شبهة أو تلاعب ولم يطبق إلا القانون في مختلف الوضعيات التي شهدتها المباراة وفي لحظة انفعال قال باكير لأحد مسؤولي المرسى «تحبّوا تلبسوهالي بالسيف»... حركات «بوشي» الاستفزازية مدرّب مستقبل المرسى جيرار بوشي يتحمل قسطا هاما مما جرى فخلال الشوط الأول كانت حركاته على دفّة البدلاء استفزازية وقد أجبرته الجماهير التي تجلس خلفه إلى ملازمة معقده على بنك الاحتياط... كما أن اقتحام الملعب تم من جهته.. وحتى ونحن نحاوره كال هذا المدرب للكرة التونسية واعتبر ما حصل مخجلا جدا ولم يعرفه وهو يدرب منذ 35 سنة وكأن الأرواح التي زهقت والدماء التي سالت في مختلف ملاعب العالم لم يسمع بها هذا المدرب وحين ذكرنا له أن الأولمبي كان مسيطرا وكان قادرا على العودة في النتيجة تركنا وانصرف وهو يضحك ساخرا. هدف ضائع ومناوشة الكرة تنكرت طويلا للأولمبي الباجي على امتداد 70 دقيقة.. ضربة جزاء ضائعة و5 فرص سانحة للتسجيل ضاعت منها الأهداف بشكل غريب جدا.. وهو ما وتّر أعصاب الفئة من الجماهير الغاضبة وقد يكون ذلك ساهم في إقدامها على اقتحام الملعب خاصة أن عملية الاقتحام قد تمت مباشرة إثر لقطة وزّع فيها نبيل الميساوي الكرة وكان نزار قربوج وجها لوجه مع شباك خالية فدخل قربوج الشباك وغادرت كرته الميدان وإثرها مباشرة تحصل الأولمبي الباجي على مخالفة ودارت مناوشة كلامية ومشادة بالأيدي بين صابر المحمدي ولاعب من المرسى. الحيدوسي يتهم بوشي كما لم يخف المدرب سفيان الحيدوسي تحميل مسؤولية ما جرى للمدرب جيرار بوشي الذي له سوابق في هذا السياق باعتبار حركاته الاستفزازية على بنك البدلاء وأثناء حديثنا مع الحيدوسي كان بوشي بصدد مغادرة الملعب فطلب منا المدرب أن ننظر إلى حركات هذا المدرب وهو يغادر الملعب نحو سيارته أو الحافلة.. وفعلا كان بوشي لا يزال يصدر حركات بيده تعبّر عن السخرية ومستفزة.