نظمت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ندوة بعنوان «مسيرة النساء من أجل المساواة والمواطنة والكرامة» مساء السبت 15 افريل بالقيروان وسط حضور مكثف للنساء وحضور رجالي من بينهم أعضاء فرع الرابطة التونسية لحقوق الانسان. وتضمنت مناقشات حقوقية في مختلف المسائل التي تهم المرأة من حقوق سياسية ومدنية ومساواة. وتعد الندوة الأولى من نوعها التي تلتئم بعاصمة الاغالبة.. لكن يبدو ان الحوار تجاوز حدود الديمقراطية بين النسوة بسبب الحوار «غير الديمقراطي»، لتختتم الندوة قبل ميعادها بمجرد اثارة موضوع المساواة في الارث وتحديدا عند ادعاء النساء الديمقراطيات بموجود مندسات في الندوة ومطالبتهن «التجمعيات» بمغادرة القاعة دون تحديد من هي «التجمعية». الندوة التي تحتضنها دار الثقافة بالقيروان للمرة الاولى شهدت حضور عدد كبير من النسوة الى جانب حضور العنصر الرجالي رغم انه لم تتم دعوتهم ولعل ذلك يعود الى انتشار خبر ندوة الديمقراطيات في ارجاء مدينة القيروان قبيل انعقادها ودارت عدة نقاشات في الشارع حول المحاور المعلنة. وافتتحت الندوة بالتعريف بالجمعية وبأنشطتها وأهدافها ومختلف المحطات النضالية التي شاركت فيها. الى جانب الحديث عن الصعوبات التي واجهتها جمعية النساء الديمقراطيات في العهد البائد. ولم يفت النساء الديمقراطيات» الحديث عن مساهمتهن ونضالاتهن المستمرة الى غاية ثورة 14 جانفي وتشاركهن مع مختلف الأطراف الحقوقية والنقابية. ودفاعهن عن حقوق المرأة على المستوى السياسي والاجتماعي ودفاعهن المستميت من اجل تحقيق «المساواة» مع الرجل في الحقوق (والواجبات). وذلك في غياب لعنصر البوليس السياسي كما أشارت احدى الفتيات المتدخلات. نقاش... حاد الندوة فتح فيها النقاش لجميع النسوة الحاضرات. وتحدثت النسوة عن واقع المرأة بين التهميش والمعاناة والامتيازات التي تمتعت بها. وفي الوقت الذي طالبت فيه بعضهن بمجال أوسع للحرية والمساواة والحقوق أشارت أخريات الى مكانة المرأة في المجتمع وفي الاسلام وما حظيت به من عناية في القرآن والسنة. كما اختلفت آراء المتدخلات حول موضوع المساواة في الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية وأجمعت حول ضرورة النهوض بمستوى عيش المرأة ورفع الظلم عنها وحمايتها من العنف والتهميش قبل الحديث عن «المساواة» في الميراث. ولعل اهم محور أدى الى بروز حوارات جانبية ساخنة، هو موضوع المساواة في الميراث. فتحول هدوء النسوة ورقتهن الى حوار ساخن وغير «ديمقراطي» وتحول الاختلاف الى خلاف بين النسوة حول «الميراث» ذكته تدخلات أطراف وصفت بالمندسة حاولت الحصول على نصيبها من «الميراث» بتدخلها الحاد، ما ادى الى تعليق أشغال الندوة بعد أن حاد الحوار عن أدبياته وأخلاقياته. والملاحظ ان العنصر الرجالي سجل حضوره بشكل ملحوظ وقد حاول بعضهم التدخل للنقاش رغم ان الندوة مخصصة للنساء لكن تم منعه من قبل شبان مدعويين. وقد فات النسوة وضع عبارة «للنساء فقط» على الباب. حساسيات وفي الوقت الذي اتهمت فيه النساء الديمقراطيات أطرافا «مندسة» كان هدفها ارباك الندوة وافسادها وادعين وجود «تجمعيات»، اكدت بعض الشابات ان اتهام الحاضرات بالانتماء الى التجمع دون دليل او علامات كان سبب التوتر علاوة على صدور عبارات وتلميحات «الجهويات»، ما ادى الى تعطيل الحوار. وذكر بعض الحاضرين والحاضرات ان الندوة ساهمت من خلال محاور النقاش، وعلى أهميته، في تأجيج الخلاف بين الحساسيات الفكرية والسياسية في عاصمة الثقافة الاسلامية. واكدوا ان مواضيع النقاش جاءت في غير اوانها ومن جهات غير مختصة لتعمق الخلاف بين افراد الشعب الواحد في الوقت الذي يحتاج فيه الشعب التونسي بجميع حساسياتها وفئاته الى التعاون والتآلف ونبذ الخلاف من اجل بناء تونس بعيدا عن الصراعات الحزبية التي تحتاج الى ارضية صلبة.