هي صرخة فزع رفعتها عدد من النسوة الحقوقيات والمناضلات بالجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات في ندوة صحفية عقدتها الجمعية أمس بالعاصمة تناولت ما تعيشه النسوة من عنف سياسي مسلط عليهن بعد 14 جانفي. أكدت جمعية النساء الديمقراطيات أن أغلب حالات العنف السياسي المسلط على المرأة بعد 14 جانفي «هو صادر عن أشخاص ومجموعات تتكلم باسم الدين».
كما اعتبرت الجمعية أن هذا العنف لم يكن صادرا من تلك الفئة فقط وانما، كان مأتاه عددا من الأحزاب السياسية خاصة أيام انتخابات المجلس الوطني التأسيسي عندما تم «منع عدد من النسوة من الترشح في هذه الانتخابات بتعلة عدم كفاءتهن».
وحملت جمعية النساء الديمقراطيات في ندوة صحفية التأمت أمس بالعاصمة، تحت عنوان «حول العنف المسلط على النساء في الفضاء العام والسياسي»، السلط والحكومة مسؤولياتها في التعامل مع تلك الأحداث.
عنف سياسي من جهة أخرى عبرت عدد من النساء المنتميات لجمعية النساء الديمقراطيات، أن المرأة تتعرض لعنف ، بلغ حدود العنف الأخلاقي، وأكدت تلك النسوة تعرض الناشطات بالجمعية بالخصوص للاستهداف الممنهج من قبل الخصوم السياسيين، مثلما حصل لبشرى بالحاج حميدة وسعيدة قراج.
كما عبرت النسوة المشاركات في هذه الندوة الصحفية عن رفضهن لما حصل مع «سعاد عبد الرحيم عضوة المجلس الوطني التأسيسي على حركة النهضة» من عنف تعرضت له في أول أيام بداية عمل المجلس التأسيسي.
وسجلت النسوة استياءهن من تواصل العنف السياسي المسلط على المرأة رغم أن الأشكال تغيرت، والمسؤولين عن ذلك تغيروا، وحملت النسوة المجتمع المدني والسياسي كما الحكومة المسؤولية الكاملة لتواصل مثل تلك الممارسات معتبرة أن «الإفلات من العقاب قد يفاقم ما حصل الآن» حسب تعبيرهن.
حالات عدد من الحالات كانت حاضرة، فسردت النسوة ما وقع لهن، فتكلمت أستاذة التربية التشكيلية فاطمة جغام عن تجربتها، ساردة كيف تعرضت للعنف المباشر من قبل تلميذين ملتحيين بعد أن رفضت تحريم مادتها أمام تلاميذها، وقالت «نجوت يومها بصعوبة فقد كدت أقتل لو لم يتم تهريبي».
من جانبها سردت رجاء بن سلامة، تعرضها للعنف من قبل عدد من رواد الأنترنيت والمشرفين على الصفحات بالمنتدى الاجتماعي الافتراضي الفايسبوك، الذين اتهموها بالعهر وبناقصة العقل والدين حسب تعبيرها وأضافت بن سلامة «أتهم إسلاميين بالإقدام على مثل تلك الأفعال».
من جانبها قدمت أستاذة التعليم العالي بالمعهد العالي للفنون والحرف بجامعة بالقيروان بيانا «لخص ما تعرضت له من هرسلة ومحاولات اعتداء من قبل عدد من طلبتها ومن آخرين ليسوا بأبناء المعهد على خلفية امتحان قدمته لهم».
حريات وفي بيان صادر عن الجمعية تعرضت النساء الديمقراطيات الى جملة من الأحداث التي حصلت بعد 14 جانفي، مست الحريات العامة والفردية للتونسيين، ومنها مسيرة النساء من أجل المساواة والمواطنة في 29 جانفي 2011 التي وقع التشويش عليها ورفع شعارات مضادة لها، والتعدي والاعتداء على عدد من المبدعين والمثقفين مثل المخرج النوري بوزيد والفنانة مفيدة فضيلة ونادية الفاني ويوسف الصديق، والفنان المسرحي رجب مقري وإقبال الغربي.
كما تعرض نفس البيان لعدد من الأحداث التي تعرضت خلالها ناشطات حقوقيات وسياسيات الى الاعتداء، كما ذكر عددا من الأحداث التي طالت الفضاءات التربوية..