يقر المثقفون النزهاء والمبدعين منهم على التخصيص أن واقع الثقافة بولاية القيروان أدنى من الحضيض قبل الثورة التي انقلبت على واقع مترد وتمردت على الانتهازية والوصولية المتفشية في الثقافة، فكيف يفترض ان يكون واقع هذا القطاع في مرحلة ما بعد الثورة... وما حكاية «ثورة الثقافة» التي تطرق اليها المثقفون في اجتماعهم الجهوي بإدارة الثقافة بالقيروان؟ واقع الثقافة ما بعد الثورة وما يمكن للمثقف ان يقدمه، واشكالية ثقافة ثورية موازاة للثورة الشعبية، كانت محور اللقاء الذي جمع مندوب الثقافة بالقيروان بثلة من المبدعين والفنانين في مختلف قطاعات الابداع، من الاسماء الفنية المعروفة والأسماء الفنية المعروفة والاسماء التي لم تتح لها فرصة الظهور بفعل فاعل، وتغيب عنه العشرات من الاسماء البارزة لسبب غير معلوم. وخلال هذا اللقاء تليت عدة خطب اختلفت في الطول والاهمية وانتقلت الكلمة من الوجوه القديمة المحظوظة وبين الوجوه القديمة المتجددة التي نفيت. وعلت الاصوات وتشنجت الحوارات أحيانا وواصل الانتهازيون حضورهم في احتضار الثقافة وزادت مزايدات على الثورة الثقافية. هيئات منتخبة ورفعت الجلسة وانفض الجمع من حول بعضهم البعض دون ان يتوصل المجتمعون بعد رفع الجلسة الى حلول للمشاكل او مقترحات او برامج ثقافية. تأسيس ثقافة جديدة هو مطلب الجميع لكن كيف يتحقق؟ ومطالب التغيير ومواكبة الثورة دعت اليه جميع الأصوات بما في ذلك الأصوات المألوفة بالصياح. لكن كيف يمكن تفعيله وبلورته على أرض الواقع. ولعل أ هم ما خلصت اليه الجلسة هو الدعوة الى القطع مع ثقافة الرداءة التي طبعت مرحلة ما قبل الثورة. هو استنباط أشكال جديدة في التعبير وخلق فضاءات ثقافية بالارياف قصد الاهتمام بالفئات المهمشة هناك. اذاعة جهوية... الى النور هي في الاصل دعوة الى الارتقاء بالعمل الثقافي وبدور النخب المثقفة، ومضاعفة جهود «التنمية الثقافية» والاعلام مع إعادة الاعتبار للمهرجانات التي أهملتها القيروان ونجحت في مناطق أخرى. وأبرز مقترح نادى به المثقفون الى جانب مركز الفنون الركحية والدرامية، هو الاذاعة الجهوية التي خصصت لها اعتمادات من أجل بعثها منذ 1975... لكنها لم تر النور... وعاشت الثقافة في القيروان في ظلام وتهميش... في انتظار الفتح المبين.