أعلن منذ يوم 8 أفريل الجاري عن تأسيس أول نقابة حرّة للمؤلفين والملحنين.. نقابة أثارت حراكا متنوعا بين مؤيد لها ومعارض رأى فيها تشتيتا للجهود ومحاولة ل«إفراغ» نقابة المهن الموسيقية من محتواها.. وقد سعت «الشروق» الى معرفة الأسباب الكامنة وراء تأسيس هذه النقابة ومدى تقبّل الشارع الفني لها وغيرها من التساؤلات من خلال التحاور مع الكاتب العام للهيئة التأسيسية لهذه النقابة الملحن عز الدين العياشي وهذه الحصيلة. كيف جاءت فكرة تأسيس النقابة الحرة للمؤلفين والملحنين التونسيين؟ ولدت هذه الفكرة باقتراح من 4 مبدعين في المجال الموسيقي وهم رضا الخويني وحمادي بن عثمان وأسامة فرحات وعبد الكريم صحابو، وهي نقابة حرة تدافع عن حقوق المؤلفين والملحنين لدى الجهات المعنية وطنيا ودوليا وتسعى الى جعل الوسط الموسيقي أكثر تنظيما وحرفية والحدّ من السيطرة الأجنبية على الفضاء السمعي والبصري في بلادنا حتى تكون الأولوية للمطرب والمبدع التونسي دون قطيعة مع إخواننا الفنانين العرب والتعاون معهم في حدود المعقول والمعاملة بالمثل. ألا يعتبر هذا «انشقاقا» عن نقابة المهن الموسيقية؟ لا.. نقابتنا حرة لا تنتمي الى الاتحاد العام التونسي للشغل وهي ذات خصوصية مهنية تختلف عن اختصاصات أغلب المنتمين الى نقابة المهن الموسيقية التي نتمنى لها المزيد من التألق في إطار الشرعية القانونية. سعدنا كثيرا لما علمنا كفنانين بأن مؤتمرها سيلتئم يوم 19 ماي 2011 وشخصيا وبوصفي مشاركا في هذه النقابة (نقابة المهن الموسيقية) سوف أدلي بصوتي وأنتخب من أرى فيه الكفاءة الموسيقية والعلمية حتى ترتقي هذه النقابة الى مستوى النقابات الأخرى في المسرح والسينما والتعليم الثانوي والعالي وغيرها التي يترأسها أقطاب العلم والمعرفة والفن في تونس لأن الاتحاد العام التونسي للشغل بتاريخه العريق لا يجوز أن يقود منخرطيه إلا من له من الكفاءة والحنكة في التسيير وهذا ما نتمناه لنقابة المهن الموسيقية، والكرة الآن في ملعب الموسيقيين وعليهم التفكير جيدا في من سيكون الكاتب العام لنقابتهم بداية من 19 ماي القادم. أشرت الى حضورك في مؤتمر نقابة المهن الموسيقية للمشاركة في انتخاب مكتبها الجديد يوم 19 ماي 2011 ألا يتعارض ذلك مع إشرافك حاليا على الكتابة العامة للهيئة التأسيسية للنقابة الحرة للمؤلفين والملحنين؟ لا يمنع أن ينخرط أي فنان في نقابة المهن الموسيقية ويكون مشاركا أيضا في النقابة الحرة للمؤلفين والملحنين التي لها دور محدد في الدفاع عن الحقوق الأدبية والمادية للمبدعين فقط ويمكن كذلك للمطربين الشبان أن ينضمّوا الى النقابة الحرة بصفة منتسب وليس كعضو عامل وأعني بالشبان هنا مطربو الموسيقى العصرية حتى يتمكنوا بدورهم من بعث نقابتهم الحرة التي هي بصدد التأسيس. تعدّد النقابات.. ألا يكون له مفعول سلبي على النشاط الفني وتشتيتا للجهود التي تعمل لضمان حقوق المبدعين؟ العكس صحيح لأن الوسط الموسيقي بطبعه مجزأ الى اختصاصات والى أنماط موسيقية لا يمكن جمعها في سلة واحدة وكمثال على ذلك أشير في حالة ثبوت خلاف بين مطرب ومتعهد حفلات والاثنان منخرطان في نفس النقابة من سيتولى حل الحلاف بينهما وأي منهما ستناصره النقابة لذا فالمشكل هنا هو مشكل مشغل وأجير ان صح التعبير لهذا لابد لكل اختصاص أن يحل مشاكله في اطار يجمعه بأمثاله حيث الحقوق والواجبات تمر في الآخر مثلما هو معمول به في العالم بأسره جامعات نقابية تجمع أهل الاختصاص الواحد بمختلف توجهاتهم تحت مظلة واحدة لمناظرة بعضهم بعضا في أمهات المشاكل. ماهي آليات عمل النقابة الحرة للمؤلفين والملحنين؟ لا ننسى أننا نقابة حرة لا تنضوي تحت مظلة الاتحاد العام التونسي للشغل الثري جدا والذي يملك مشاريع تدرّ عليه مالا وفيرا لهذا السبب من الناحية نحن أقل حظا من نقابة المهن الموسيقية التي بإمكانها حث الاتحاد على الاستثمار في المجال النقابي لذا سنلجأ الى الوزارات والمؤسسات لتقديم وإنجاز مشاريع مشتركة يستفيد منها المبدع الشاب في مجال التلحين والتأليف وسيتم الكشف عن تفاصيل هذا المشروع بعد توقيع العقد خلال الأسبوع القادم كما أننا سنحاول ضمان مدخول قار من احدى المؤسسات التي تعمل حاليا على إعداد العقد لتبني بعض الأنشطة في اطار الاشهار لهذه المؤسسة وهذا العقد سيؤمن لنا الايجار والمصاريف الادارية في مرحلة أولى. ومن خاصيات نقابتنا الاعتماد على الأصدقاء الذين خصصنا لهم عضوية شرفية وستسمع بأسماء كبيرة على المستوى الثقافي يشرفوننا بالانتماء لنقابتنا التي جاءت الى الساحة لتحسيس أصحاب النوايا الحسنة والمهتمين بالشأن الموسيقي وهم والحمد لله كثر ومتواجدون في كامل الجمهورية ودعوتهم جميعا الى المساهمة في تحريك الساحة الموسيقية والرفع من مستوى الابداع خاصة لدى الطاقات الشابة الواعدة في كامل البلاد. هل هناك اتجاه نحو بعث فروع لهذه النقابة داخل البلاد؟ النقابة الحرة للمؤلفين والملحنين نقابة مركزية وليست نقابة أساسية والفرق بينها أن النقابة الأساسية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل لا يحق لها أن تنشط خارج حدود الولاية. أما نقابتنا فهي كما سبقت الاشارة الى ذلك نقابة مركزية من حقها بعث اتحادات جهوية تعمل تحت مظلتها وقد تلقينا الكثير من المطالب التي يرغب أصحابها في بعث فروع جهوية لهذه النقابة داخل البلاد. كم يبلغ عدد المنخرطين حاليا في النقابة الحرة للمؤلفين والملحنين؟ عدد المنخرطين الآن في حدود ال 170 مبدعا وهو رقم مرشح للارتفاع في حين أن الهيئة التأسيسية لأول نقابة حرة للمؤلفين والملحنين في تونس تضم 21 مبدعا وهذه تركيبتها: عز الدين العياشي: كاتب عام حمادي بن عثمان: كاتب عام مساعد عبد الرحمان العيادي: مكلف بالشؤون المالية عبد الكريم صحابو: مكلف بالاعلام الناصر صمود: مكلف بالاتصال المنصف البلدي: مكلف بالشؤون المهنية رضا الخويني: مكلف بالمنظمات الدولية عادل بندقة: مكلف بالشؤون الادارية الجليدي العويني: مكلف بالنقابات الجهوية والمندوبيات أسامة فرحات: مكلف بالشؤون القانونية الحبيب المحنوش: مكلف بحقوق التأليف أما الأعضاء فهم: مراد الصقلي كمال الفرجاني هشام البدراني عبد الحكيم بلقايد حسن الدهماني هدى بن صالح حسن شلبي الشاذلي الحاجي حسن المحنوش سامي المعتوقي متى سيكون موعد المؤتمر التأسيسي الأول لهذه النقابة؟ في اطار الحرص على الايفاء بالوعد فإننا سنطرح خلال اجتماع اللجنة التأسيسية للنقابة الحرة للمؤلفين والملحنين الذي سيلتئم اليوم الاربعاء 20 أفريل 2011 بالمركز الثقافي والرياضي بالمنزه السادس موعد المؤتمر الأول والذي سيكون بإذن الله خلال شهر جويلية القادم وشخصيا أفضل أن يكون يوم 8 جويلية حتى لا نتجاوز مدة ال90 يوما التي يخولها لنا القانون علما أن النقابة الحرة للمؤلفين والملحنين حصلت على التأشيرة القانونية لممارسة نشاطها يوم 8 أفريل 2011 واذا وافقت اللجنة على هذا المقترح فسيتم اعتماده رسميا لأننا لا نرضى أن تستمر الهيئة التأسيسية في تسيير شؤون النقابة دون انتخابات شرعية شفافة ونزيهة.