أكدت مصادر حقوقية سورية أمس اقالة مدير الامن في مدينة بانياس التي شهدت احتجاجات عارمة في الاسبوع المنصرم، واعتقال شخصية يسارية معارضة عشية اقرار مشروع مرسوم ينهي حالة الطوارئ المعلنة منذ 1963 فيما شككت واشنطن في عزم دمشق إنهاء حالة الطوارئ وإقرار إصلاحات دستورية واقتصادية واجتماعية. وذكرت المصادر ان أفرادا من الأمن السياسي اعتقلوا الليلة قبل الماضية محمود عيسى الشخصية اليسارية البارزة في منزله في حمص. شجب حقوقي وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمان ان محمود عيسى سجين سياسي سابق واعتقاله بعد ساعات من الاعلان عن مشروع قرار لرفع حالة الطوارئ امر يستوجب الشجب. وأكد نشطاء حقوقيون ان قوات الأمن قتلت بالرصاص نحو 20 متظاهرا طالبوا خلال اليومين الماضيين بالديمقراطية والحرية. وفي ذات السياق، أشار رامي عبد الرحمان الى أن السلطات عزلت رئيس قسم الامن السياسي في «بانياس» الرائد أمجد عباس تمهيدا للتحقيق معه وإحالته على القضاء. ونقل عبد الرحمان عن أهالي «بانياس» تأكيدهم ان الرائد عباس ظهر في شريط الفيديو الذي تم بثه في «12 أفريل» والذي وثق لاعتداء قوات الأمن السورية على أهالي سكان «البيضا» المتاخمة لبانياس. وأضافوا ان السيارات التي أطلقت النار في «بانياس» فجر الأحد قبل الفارط انطلقت من أمام مكتب الرائد عباس. ونوّه عبد الرحمان بالاجراء الحكومي واصفا إياه بالخطوة الايجابية على الطريق الصحيح. قلق وتشكيك دوليا، عبّرت كل من بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية عن قلقهما من «العنف» الذي تستخدمه القوات السورية ضد الاحتجاجات الشعبية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تورنر ان واشنطن ليست واثقة من ان مشروع القانون الخاص برفع حالة الطوارئ سيكون أقل تقييدا للحريات، حسب تعبيره. وأضاف تورنر أنه في ضوء تعليقات وزير الداخلية السوري فقد يكون هذا القانون الجديد مقيدا للحريات مثله مثل قانون الطوارئ. وكانت الحكومة قد اقرت مشروع مرسوم تشريعي يقضي بحق التظاهر السلمي للمواطنين السوريين وفق نظم واجراءات تفرض حصول من يرغب بالتظاهر على موافقة من وزارة الداخلية. من جهته، وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قرار رفع الطوارئ بالخطوة في الاتجاه الصحيح مستدركا بأنه ليس سوى جزء من حزمة أوسع من الاصلاحات الضرورية. وأضاف هيغ انني أدعو قوات الامن السورية الى التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس وعلى السلطات السورية ان تحترم حق الشعب في التظاهر السلمي. ميدانيا، استمرت الاحتجاجات الشعبية في عدة مدن سورية الليلة قبل الماضية. وأفاد الحقوقي السوري وسام طريف ان الاحتجاجات نظمت في «حي الزبداني» بدمشق. وأظهرت لقطات فيديو على موقع «يوثيوب» محتجين يرددون «الشعب يريد إسقاط النظام» وكانت السلطات السورية قد دعت كافة المواطنين الى عدم التظاهر مهما كانت الأسباب.