شجب امس علماء دين عراقيون سنة الجرائم التي تقترفها القوات الامريكية في العراق مؤكدين ان الشعب العراقي يتعرض لابادة حقيقية في ظل صمت دولي مطبق، وسخروا في الوقت ذاته من المزاعم الامريكية بشأن «اعادة الاعمار» في المدن التي يحولها القصف اليومي الى اطلال... وفي احدى خطبتي صلاة الجمعة في جامع «ام القرى» ببغداد حيث يقع مقر هيئة علماء المسلمين (السنة) اكد عضو الهيئة الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي ان القوات الامريكية بصدد ارتكاب ابادة جماعية للعراقيين في «تلعفر» والفلوجة. وتساءل السامرائي بأي ذنب يتعرض سكان المدينتين للابادة من جانب القوات الامريكية التي تقترف الفظاعات دون حسيب او رقيب. وشدد الشيخ السامرائي على ان القوات الامريكية جاءت الى العراق (غازية) كي تقتل وتدمر وتفرغ البلد من موارده. وندّد الخطيب العراقي في الوقت نفسه بصمت مجلس الامن الدولي ازاء المذابح الامريكية ضد الشعب العراقي. وسخر عضو هيئة علماء المسلمين بالمناسبة من المزاعم الامريكية بشأن تخصيص عشرات الملايين من الدولارات لاعادة اعمار ما دمّره القصف الامريكي في عديد المدن العراقية. وذكّر الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي بمثال افغانستان التي زعمت الادارة الامريكية انها ستعيد اعمارها على منوال اليابان بعد الحرب العالمية الثانية. وقال انه اذا استمر الوضع على هذه الشاكلة ولن يبني الامريكيون شيئا من الان والى 100 عام مضيفا ان العالم سيضحك من حال العراق مثلما حدث مع افغانستان. وفي الموصل اشار الشيخ صالح الجبوري الذي امر المصلين في صلاة الجمعة بمسجد «تبارك الرحمان» الى ما تقترفه القوات الامريكية من جرائم في «تلعفر» بمعاونة الوحدات العراقية شبه العسكرية المسماة «الحرس الوطني»، وقال الشيخ الجبوري ان ما يحدث في «تلعفر» جريمة فظيعة لا يمكن السكوت عنها. ونعت الجبوري القصف الامريكي لهذه المدينة بالوحشي حيث انه لا يميّز بين المدنيين العزل والمسلحين. ودعا الخطيب العراقي كل من له سلطة الى التدخل لانهاء هذه المذابح. ولم تخرج خطب الجمعة في مساجد الفلوجة عن هذا الاطار حيث ندد الخطباء بالعدوان الامريكي على المدينة التي تدفع يوميا عددا كبيرا من الشهداء والجرحى.