نظم أمس كافة العاملين بجريدة «الصحافة» من صحفيين وتقنيين وقفة احتجاجية ساخنة بمقر الجريدة بقرار السيد حميدة بن رمضان الرئيس المدير العام للجريدة الداعي الى ضرورة ايقاف الانتاج الورقي لها وابقائها على محمل الانترنات وبالتوازي اصدار جريدة أسبوعية متعللا في ذلك بضعف مبيعاتها وامكانية افلاسها. وهو ما اثار غضب الصحفيين واعتبروه تعديا على حقوقهم خاصة انه لم يقع استشارتهم قبل اتخاذ هذا القرار «المفاجئ» و«الظالم» حول مستقبل الجريدة الذي يعد من اختصاصهم فرفعوا شعارات تنادي برحيل السيد حميدة بن رمضان معتبرين إياه رمزا من رموز النظام السابق الذي مازال يمارس نفس سياسة «بن علي». «الشروق» التقت السيد محمود الذوادي (رئيس مركز تونس لحرية الصحافة) حيث أكد أن محاولة اغلاق جريدة «الصحافة» كانت من أولى اهتمامات حميدة بن رمضان منذ تنصيبه رئيسا مديرا عاما بها ورغم ان الصحفيين أكدوا له في اجتماع رسمي لمجلس الادارة انهم يتحمّلون المسؤولية الكاملة لإنقاذ الجريدة وذلك بتصور جديد وتوصّلوا معا الى اتفاق الا انه سرعان ما تراجع وأصرّ على موقفه في تحطيم جريدة «الصحافة» والسبب يعود الى امضاء ما يزيد على المائة شخص من صحفيين وعاملين وفنيين عن عريضة تطالب بتطهير المؤسسة من أتباع عبد الوهاب عبد االله الذي تدخل سابقا لحماية الفاسدين في المؤسسة ذاتها. وأضاف السيد محمود الذوادي قائلا إن ما يقوم به اليوم الرئيس المدير العام ليس الا تهديدا بقطع أرزاق أولئك الذين أمضوا على العريضة، محاولة منه التكتم على ملفات الفساد التي لم تُسلّم بعد الى القضاء.. مضيفا ان المؤسسة اليوم تعيش شبح عودة الحرس القديم الى مراكز النفوذ وأغلبهم كانوا من الفاسدين في العهد السابق ومؤرطين في قضايا فساد». أما الصحفي جمال العرفاوي فقد اعتبر ان قرار اغلاق الجريدة ليس الا خطة لإغلاق صوت ينبض باللغة العربية خدمة لمصالح فرنسية تتناقض مع العروبة الاسلامية «وهذا القرار يطرح أكثر من سؤال». من جهته أبدى السيد ناجي البغوري (نقابي وصحفي)استياءه من قرار اغلاق جريدة الصحافة الذي جاء بعد اجتماع الرئيس المدير العام ببعض عمال المطبعة والسواق والحراس دون اعتبار لموقف الصحفيين من ذلك والذي يعد شأن الجريدة من اختصاصهم دون غيرهم ولابد من استشارتهم في مسألة تغيير شكل ومضمون الصحيفة والقيام بسياسة تسويقية للجريدة لتجاوز أزمتها عوضا عن اغلاقها وما يمكن ان يترتب عنه من مشاكل كبيرة. أما السيد أبو السعود الحميدي مدير جريدة الصحافة فقد أكد ان مضمون الجريدة مقبول وأحيانا متميز ولا مبرر لغلقها وان ما قبل الانتاج الصحفي (الاشهار) وما بعده (الطباعة والتوزيع) ليست من مشمولات الصحفيين وانما من مشمولات الادارة ونزيف العملة الذي يقدّر ب5.5 آلاف دينار يوميا حسب ما أكده الرئيس المدير العام لا يجب ان يتحمّل نتائجه الصحفيون. وقد أبدى الصحفيون العاملون بجريدة الصحافة عزمهم على مواصلة نشر جريدتهم غير عابئين بهذا القرار، مؤكدين على ان اعتصامهم سيظل مفتوحا الى غاية رحيل حميدة بن رمضان.