عشرات الحناجر هتفت وسط مئات الموجودين يوم أمس بشارع الحبيب بورقيبة بتنحي الباجي قائد السبسي وحكومته المؤقتة والدعوة إلى قيام ثورة من جديد لتتحول الهتافات إلى نعت وزارة الداخلية بالوزارة الإرهابية.. وقد تفرقت المظاهرة إثر تدخل الأمن واستعمال قنابل مسيلة للدموع واعتقال بعض المتظاهرين. المظاهرة كانت من تداعيات ما صدر عن الموقع الاجتماعي ال«فايس بوك» على لسان وزير الداخلية المقال فرحات الراجحي ليتجمع المئات من المواطنين وجلهم من فئة الشباب ما بين سن السادسة عشرة والثامنة عشرة. لكن كان قرابة 20 شابا هم من ظلوا يهتفون بتنحي الباجي قائد السبسي والحكومة المؤقتة ونعت جميع أعضاء الحكومة المؤقتة بالعملاء وانعدام الوطنية. ومن المفارقات العجيبة أننا لاحظنا حوارات ونقاشات ودية بين أعوان الأمن وبعض الشبان بالإضافة إلى وجود بعض من دفعهم حب الاطلاع ومشاهدة ما يجري في صمت.. حتى أنه وإبان المظاهرة كان البعض من العشاق يتجولون بكامل الأريحية واستغل البعض الآخر الموقف لبيع السجائر. ومع مرور الوقت تحولت الهتافات التي كانت تنادي بتنحي الحكومة إلى استفزاز مباشر لأعوان الشرطة ونعت وزارتهم بوزارة الارهاب.. ليكون «مسك الختام» وكما هو معهود بإطلاق الغاز المسيل للدموع وتفرقة المتظاهرين بالعصي بالإضافة إلى حملة اعتقالات. والملاحظ أن الشباب المتظاهر بمجرد شعورهم بتحرك أعوان الشرطة والحرس الوطني تحولوا من أمام مقر وزارة الداخلية نحو المسرح البلدي. والجدير بالاهتمام وفي جل المظاهرات التي يحتضنها عادة شارع الحبيب بورقيبة هو الفئة العمرية للمتظاهرين والتي كانت أغلبها من الشبان الصغار وهو ما يطرح تساؤلات عدة. فهل أضحوا يمتلكون الوعي السياسي؟ أم أن حب المغامرة دفعهم إلى التظاهر أو هل هناك أياد خفية تدفعهم إلى ذلك حتى أن العديد ممن أردنا التحدث إليهم رفضوا قطعا.