شهد شارع الحبيب بورقيبة ظهر أمس تواجدا كثيفا لعناصر الأمن حتى أن عددهم فاق أضعاف المحتجين الذين نادوا بتنحي السبسي وحكومته المؤقتة وقد قوبلت المظاهرة بالقمع الشديد لتتسع رقعة الملاحقة الى جهة لافايات والباساج. المظاهرة كانت مواصلة الى ما حدث يوم أول أمس وذلك بالدعوى الى تنحي الحكومة المؤقتة على خلفية ما صرّح به السيد فرحات الراجحي وزير الداخلية المقال... وقد بدأ التواجد المكثف لأعوان الشرطة والحرس الوطني منذ الصباح استعدادا لقمع المتظاهرين وهو ما حصل بالفعل ففي منتصف النهار بدأت الحشود تتوافد لتتجمع أمام مقر المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة ليتم تطويق المتظاهرين وإجبارهم على عدم التحرك مما أحدث التململ في صفوفهم. لم يدم الوقت طويلا للمظاهرة وبسرعة فائقة بدأ أعوان الامن ينادون بعضهم: «تحركوا يا زملاء» ليضع البعض منهم أقنعة على مستوى وجوههم ودون مقدمات وبالتوازي مع اعطاء الاشارة لإطلاق الغاز المسيل للدموع، هب الأعوان وشرعوا في ضرب المتظاهرين دون هوادة حتى ان العديد منهم أصيب بإصابات بليغة والبعض الآخر ظل طريح الارض إما لشدة العنف الذي لحقه او جراء اختناقه بالغاز المسيل للدموع ليتفرق المتظاهرون وفروا عبر جهة الباساج ولافايات المحاذيتين للشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة... لتتم ملاحقتهم بالدراجات النارية.. فنال البعض الضرب المبرح ولم يسلم من وقعت عليه أعين رجال البوليس. حتى ان الصحافيين المتواجدين نالوا العنف وتم تهشيم معداتهم وهو ما حصل للزميلة شافية براهمي التي أفتكت منها مصورتها وتم تهشيمها كما اقتحم بعض الاعوان مقر جريدة الصحافة ربما لملاحقة الصحافيين او بعض المتظاهرين الذين أرادوا الاحتماء بمقر السلطة الرابعة. واللافت للاهتمام ان الشوارع الخلفية لشارع الحبيب بورقيبة شهدت تواجد مجموعات من الشبان الذين كانوا مسلّحين بسيوف وسكاكين وهو ما يطرح عديد نقاط الاستفهام حول مكوثهم هناك... كما أنه من الغرابة ان شارع الحبيب بورقيبة شهد تواجد سيارات معدة للكراء ليترك في الاذهان عديد التخمينات هل ان تواجدهم كان عفويا؟ أم أن في الامر شيء؟