«لو تواصل الوضع على ما هو عليه فلن يجد المواطن التونسي حليبا يشربه خلال شهر جويلية ولا لحما يأكله بالأسعار الحالية». هذا ما صرّح به الفلاح عبد الرزاق جابح وهو يتحدث عن كارثة حقيقية سوف تحل بالقطاع لو لم يتم وضع حد لها في هذا الوقت. أصل الكارثة حسب هذا «الفلاح» هو لجوء مربيي الأبقار وعددهم يناهز 3 آلاف بولاية جندوبة إلى إلقاء الحليب في الوادي بكميات تفوق 250 ألف لتر يوميا. إضافة إلى تهريب الأبقار إلى الجزائر وعجز الفلاحين على مجابهة مستلزمات الانتاج كغلاء الأعلاف وغيرها. اعتصام وتتمثل الأسباب حسب هذا الفلاح في دخول مراكز تجميع الحليب في إضراب مفتوح منذ أول أمس ليتواصل إلى يوم الثلاثاء القادم حسب ما أعلنوا عنه على خلفية أن مدة انتظارهم أمام مركزيات الحليب طويلة جدا. ومهما يكن من أسباب قال نفس الفلاح الذي كان ينشط صلب المنظمة الفلاحية سابقا إن فلاحي الجهة ليس لهم من ذنب فهم ينتجون ليحققوا الاكتفاء الذاتي حسب ما هو مطلوب منهم ويتكبدون مصاريف الأعلاف باهظة الثمن حيث يبلغ القنطار 62 دينارا. وأضاف أن الوادي يستقبل يوميا حوالي 250 ألف لتر من الحليب والكلاب لم تعد راغبة في شربه من فرط مدهم به. وأكد أن حوالي 150 فلاحا اعتصموا صباح أمس أمام إحدى مركزيات الحليب التي ينتظر أن تواجه عدم قدرة على العمل خلال الأيام المقبلة بسبب نقص الحليب. وأوضح أن 80٪ من انتاجنا للحليب متأت من صغار الفلاحين ومنتوجهم أقل من طاقة الاستيعاب ب600 ألف لتر كما يتوفر معمل للتجفيف. تهريب الأبقار كشف نفس الفلاح عن استفحال ظاهرة تهريب الأبقار التي يلاحظها فلاحو الجهة يوميا خاصة إلى الجزائر. وذكر أن الفلاح سابقا كان يشتري البقرة ب4 آلاف دينار ليعتني بها لأنها مصدر رزقه الوحيد لكنه اليوم يواجه اشكاليات مادية بسببها وسوف ينساق حتما إلى بيعها والتخلص من مصاريفها. ولكن هذا الوضع حسب رأيه ليس في صالح الأمن الغذائي للتونسي الذي سوف يصعب تزويده بالحليب لو بقي الوضع على ما هو عليه. وأشار إلى أنه لو ظل الفلاح على هذه الحالة خاصة في ظل عدم تدخل المنظمة الفلاحية التي تعيش بدورها الاختلافات فسوف تحل الكارثة فعلا. وختم بأن عدد الأبقار في تقلّص كبير والحليب يلقى في الوادي ولكم التعليق.