أكد أمين عام التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات الدكتور مصطفى بن جعفر أن يوم 24 جويلية سيكون يوم امتحان للتونسيين معتبرا أن نجاح تونس في تحقيق الانتقال الديمقراطي سيكون مكسبا لتونس والمنطقة والعالم العربي، ومشيرا الى دور الاعلام في انارة السبيل أمام المواطنين الذين سيختارون وفق ما يسمعونه أو يقرأونه أو يشاهدونه من خلال وسائل الاعلام. وفي لقاء مع الاعلاميين ظهر أمس بالعاصمة اعتبر بن جعفر أن موعد 24 جويلية 2011 ليس مقدسا ولكن من مصلحة تونس أن يتم احترام هذا الموعد وأن تجري الانتخابات لسبب واضح هو أن حالة الارتباك والانفلات الحاصل في مختلف المجالات مرتبطة بغياب عنصرين هما الثقة التامة بين قوى المجتمع ومن يسير البلاد والشرعية. وقال ان الشرعية لا يمكن أن تتحقق الا بانتخاب مجلس تأسيسي تنبثق عنه حكومة شرعية لا يمكن أن نقول لها «dégage» ولكن هذه الحكومة ستكون أمامها ملفات كبيرة أهمها وضع دستور جديد للبلاد ومعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يهم جميع المواطنين. وأوضح بن جعفر أنه لا يمكن منطقيا أن نطالب الحكومة المؤقتة بتحقيق كل هذه الأمور وما يمكن أن نطلبه منها أن تقوم باجراءات عاجلة لتخفيف التوتر. وذكر بن جعفر بأن الأمن والوضع الاقتصادي هما من أهم شواغل المواطن اليوم، حيث لا يمكن اعادة الحيوية الى الحياة الاقتصادية على أسس صحيحة الا بانتصاب حكومة شرعية. وبخصوص رؤية الحزب للواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه تونس اليوم أوضح بن جعفر أن خيار التكتل ليس الترميم والمضي في نهج بن علي وأن لديه مقترحات سيعلن عنها قريبا وبالدقة اللازمة. وأعرب أمين عام التكتل عن أمله في أن تفرز الانتخابات أغلبية مريحة تدعو الى مجتمع منفتح حداثي تقدمي يؤمن بالقيم البشرية ومتجذر في هويته العربية والاسلامية. وأوضح أن مجتمع المواطنة الذي دعا اليه التكتل لا يمكن أن ينبني على التطاحن بين الطبقات بل على مصالحة حقيقية وهي مصالحة بين المواطنين مهما كانت الاختلافات القائمة بينهم، وأضاف أن هذا المجتمع يبنى على المحاسبة الجدية لكل من كان ضالعا في القمع والاستبداد. وحذر بن جعفر من أن أغلب التجارب الديمقراطية شهدت سيناريو متكررا وهو أن القوى الاستبدادية خرجت من الباب وعادت من الشباك ولفت النظر الى ضرورة الانتباه الى هذا الخطر. وأعرب بن جعفر عن ثقته بحصول المشروع الوطني، مشروع المواطنة على أغلبية مريحة في الانتخابات المقبلة، ورحب بكل من يريد التحالف مع التكتل على نفس المشروع، موضحا أن مجتمع المصالحة يقتضي أن نستمع الى من يخالفنا وأن التكتل ليس لديه أعداء بل منافسون وأن التحالف أمر لا مفر منه. وردا على سؤال حول أداء حزبه بعد 14 جانفي 2011 قال بن جعفر ان التكتل كان الحزب الذي أجرى أكثر اجتماعات في الجهات من بنزرت الى سوسة وصفاقس والقيروان والقصرين وسيدي بوزيد وقفصة وغيرها وان الحزب وجد تجاوبا لدى المواطنين في كل مكان، مشيرا الى أنه لا يمكن المقارنة بين التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وأحزاب أخرى حديثة، فالتكتل حسب رأيه يضم قيادات أمضت عقودا من النضال كما أن ما يميز هذا الحزب أيضا أنه كان دائما معارضا رغم الاغراءات للدخول في لعبة التعددية المزيفة. وختم الدكتور بن جعفر بالقول ان التكتل جاهز للانتقال من حزب معارضة الى حزب اقتراحات.