بكل بساطة وبكل براءة الأطفال أسأل أهل الاختصاص والعلوم والمعارف عما يحدث في نفوس براعمنا في نوادي ورياض الأطفال والمدارس الابتدائية والاعدادية وحتى في المعاهد الثانوية وهم يرون منشآتهم التربوية تحرق وتهدم وتسرق؟ وماذا ينمو في نفوسهم وهم يرون في الشوارع الماغول يزحف على الأخضر واليابس نارا، وهدما، ودمارا ونهبا، ويشتمون روائح الغازات المسيلة للدموع بكاء على الأمن والاستقرار؟ وماذا يملأ صفحات عقولهم البيضاء كتابة لا تمحى وهم يستمعون الى من نصبوا أنفسهم زعماء القوم وسادتهم يتصارعون ويخون بعضهم البعض ويجرمه؟ وكيف سيكون بناء كيانهم وهم يفتحون أعينهم على «راس القرطلة خامج»؟ وعلى أي الأرضيات ستبنى شخصيتهم، وهم ينامون على رعب أخبار التلفزات والفيس بوك والاذاعات عن «البراكاجات» والاعتصامات وقطع الطرقات، وعلى الاشاعات حول اختطاف الأطفال والفتيات، وبطش العصابات في كل الجهات؟ وأي الهواجس التي ستسكنهم وهم يرون الأولياء يعززون أقفال أبواب منازلهم خوفا ورعبا من الناهبين للمتاع والممتلكات وراحة البال أولا وأخيرا؟ وعلى أي ردود الفعل سيكبرون وهم قابعون ببراءتهم في زنازن الرعب الرهيب في البيت، والشارع والمدرسة والروضة والمعهد وفي النوم واليقضة؟ أليس هم عماد المستقبل يا أيها الزاعمون زورا وبهتانا بأنكم تعدون الى المستقبل؟ وماذا تقولون عن تلك المعلمة التي حاولت اخراج تلامذتها من السنة الثانية من التعليم الأساسي من عتمة الوضع فطلبت منهم أن يرسموا لها ازهار الربيع واذا بأحد التلاميذ (يسكن قرب مركز الشرطة تم حرقه) يملأ الورقة باللون الأسود فاستغربت المعلمة وسألته أين أزهار الربيع؟ فأجابها بكل براءة وعفوية: تحت دخان مركز الشرطة يا سيدتي.