شقاؤهم ومرحهم وصوت ضحكاتهم بعث الروح وزين شوارع العاصمة التي لطالما احتكرتها الاحتجاجات والاعتصامات لفترة كانت مشحونة بالتوترات، وكتفتح الأزهار في الربيع استقبل براعمنا ربيعهم الأول بعد الثورة ناشدين الترفيه والطمأنينة بعد الظروف الأمنية التي مرت بها البلاد والتي كان لها الأثر الطيب في نفوس أطفالنا. «الشروق» استمعت الى بعض الأولياء والأطفال الذين عبروا عن مدى استمتاعهم بعطلة الربيع، وعن رغبتهم في التخلص من كل أشكال التوتر والضغوطات. وفي هذا الاطار قالت السيدة صرايري احدى الأمهات وهي مربيّة قد تزامنت عطلتها مع عطلة ابنيها إن هذه العطلة هي الفرصة الأولى لنرفه عن أطفالنا بعد ضغوطات الدراسة في ظل الظروف التي مرت بها البلاد والتي لا شك أنها أثرت في نفسية أطفالنا. مضيفة أن «الوضع الأمني لم يكن مطمئنا ما جعلنا نحن كأولياء متخوفين دائما من خروج أطفالنا بمفردهم. أما الآن نحاول قدر المستطاع تعويض ما فات». وفي السياق ذاته عبرت السيدة فضيلة عن ارتياحها «نسبيا» في هذه الفترة، فالبنسبة إليها ترفيه أطفالها والابتعاد عن ما يؤثر فيهم سلبا هو أهم شيء، وهذه العظلة تعد مناسبة جيدة لنخرج بأطفالنا من ضغط الدراسة والظروف الماضية. أما بالنسبة للأطفال، فإن عطلة الربيع أحسن من باقي العطل، والأنشطة الثقافية والترفيهية في مختلفة النوادي ودور الثقافة تزيد من روعة هذه العطلة على حدّ قول الطفل محمد عزيز 11 سنة الذي عبر عن استمتاعه بالأنشطة والعروض المبرمجة لهذه العطلة. وفي نفس السياق أكد أمان اللّه 9 سنوات مدى ارتياحه في هذه الفترة من صوت الرصاص المدوي في كل مكان والذي كان حسب تعبيره «مخيفا»، كما أضاف أمان اللّه أن هذه العطلة مميزة كثيرا عن باقي العطل خاصة وأنها العطلة الأولى بعد الثورة. وهذا يلخص مدى وعي الطفل بالأحداث التي تدور حوله ومدى إدراكه لها. وعن برنامج العطلة، يقول محمد عزيز إن عائلته قد خصّصت أياما محدّدة في العطلة، للاستمتاع بالربيع وقضاء وقت شيق الى جانب تخصيص وقت لمراجعة الدروس. هكذا كانت آراء بعض الأطفال وأوليائهم في هذه العطلة، والتي كانت مجمعة على تجاوز الطفل المرحلة الماضية المشحونة بالتوترات.