يعرّف الكثيرون اللجنة الأولمبية بأنها جامعة الجامعات الرياضية وأن كل قرار صادر عن هذا الهيكل الرياضي ولا يقع الامتثال له يعرض المكاتب الجامعية واللاعبين والمسؤولين وكل المتدخلين في الحياة الرياضية إلى فقدان الصفة ! بيد أن اللجنة الأولمبية تحولت من هيكل رياضي تحكيمي إلى سيف مسلط على الرقاب سيما وأن رئيسها ليس إلا سليم شيبوب الذي يعرف الجميع بماذا اقترن اسمه منذ سنوات... والمؤسف حقا أن نائب سليم شيبوب "عمي" يونس الشتالي الذي لم يكن يخفي عن مقربيه استياءه لأن سليم شيبوب كان يناديه "يونس" بل وقالها بكل صراحة إن رئيس الترجي سابقا دمرني سنة 1998 قبيل مشاركة منتخبنا في مونديال فرنسا عندما رفضت تمكينه مما يريد وكان أن تحولت رئاسة الجامعة التونسية لكرة القدم من يونس الشتالي إلى طارق بن مبارك وإقالة المدرب الأسبق كاسبرجاك بعيد مباراة كولومبيا. اللجنة الأولمبية الوطنية وإن كانت كما أسلفنا جامعة الجامعات لم نرها تتدخل لوقف تيار الاختلاسات في بعض الجامعات الرياضية والتلاعب بالنتائج بل وحتى الإسهام في الحد من العنف داخل الملاعب في المقابل فإن رئيسها كان في خلاف شخصي مع رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم لتتحول العلاقة التي كانت تجمع الرجلين من "صحفة العسل" إلى خط النار والحرب الباردة والكل يذكر في هذا الصدد "ورقة" مكرم اللقام التي استعملت والقائمة الدولية للحكام لسنة 2010...قبل أن يتغيب علي الحفصي عن الاجتماع الذي عقده وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية السابق عبد الحميد سلامة برؤساء الجامعات ورئيس اللجنة الأولمبية من أجل "تطبيق" التعليمات الرئاسية للنهوض بالقطاع الرياضي وقبلها إعلان سليم شيبوب أنه "نفض" يديه من علي الحفصي على هامش تعيين المدرب الوطني فوزي البنزرتي خلفا لبرتران مارشان. اللجنة الأولمبية كذلك "أنقذت" النادي الصفاقسي موسم 2008-2009 من سلسلة الاحترازات التي رفعت ضد مدافعه السابق عصام المرداسي بسبب مشاركته قبل استيفاء العقوبة التي سلطت عليه وتسبب فيها مكرم اللقام ثم مكتب الرابطة الذي يرأسه علي الحفصي آنذاك. لكم أن تتصوروا لو خسر نادي عاصمة الجنوب كل هذه المباريات جزائيا وعددها 7 لكان وقتها قاب قوسين أو أدنى من اللعب على تفادي النزول لكن هيئة النادي الصفاقسي تمكنت من "استمالة" ود شيبوب وقضي الأمر ناهيك وأن قرار الكناس بات ونهائي. طويت الآن صفحة سليم شيبوب داخل الحقل الرياضي في انتظار أن تطوى صفحات أخرى صفراء-وما أكثرها- على أمل أن تفتح صفحات جديدة بيضاء لكن ذلك يبقى رهين القطع مع "الشيبوبية" واستعمال القانون كقوة للترهيب خصوصا وأن قرارات الكناس كما قلنا ملزمة ونافذة وتعرض من يتجاوزها إلى فقدان الصفة. لا مجال بعد اليوم إلى أن يترأس "جامعة الجامعات" من اقترن اسمه ب"اللصوصية" و"الارتشاء" و"التلاعب بالنتائج" و"الضغط على الحكام" وإلا فإننا سنبقى في حلقة "الشيبوبية" المفرغة وسيكون "حاميها حراميها" وكما يقول المثل الشعبي "راس القرطلة خامج"...