إضحكوا ما شئتم من بساطتي وجهلي إذا سألتكم عمن يكونون هؤلاء الذين ملؤوا الجرائد كتابة كما لو كانت كتابة «حروز» للاستشفاء من كل العلل؟ ومن هم أولئك الذين كلما حضروا مؤتمرا أو ندوة وإجتماعا إلا وحولوه إلى حضرة تقرع فيها البنادير ولكل نوبته عليها يشطح، وإليها يعود؟ من هم هؤلاء الذين كل واحد منهم يدعي أنه حكيم ويده تجبن الماء ويكشف علل البلاد بالأشعة ما فوق الحزبية؟ فهذا يدعي بأنه مختص في علاج التهاب كبد الدولة ومرض أعصاب الحكم وشلل الحكومة وذاك يزعم أنه مختص في علاج تصلب شرايين قلب العدالة وصرع الاعلام وفقدان مناعة الاقتصاد...والآخر يدعي أنه أحكم الحكماء في مقاومة تسوّس الطاقة الشرائية وعلاج تصلب مفاصل التشغيل وأقلهم تخصصا يحشر نفسه ضمن خانة الطب العام ويدعي علاج الوضع العام وكلهم يقرؤون النوايا في الصدور ويقرؤون المستقبل. وهم في علم الغيب ضالعون يجرمون الموتى ويقاضون الأحياء من غير الأولياء الصالحين . إضحكوا ما شئتم واسقطوا أرضا قهقهة موتوا ضحكا من غباوتي وبساطتي وجهلي إن قلت لكم احضروا ما استطعتم من البخور وكوانين البخور واللوبان الذكر والكمون لهؤلاء «الشوّافين» الجدد من أطباء الأحزاب ما دام لكل حزب لوبانه ولكل حزب سره وكمونه ولكل حزب كانونه واستأنسوا بالبخور واعلموا أن «إللي موش موالف بالبخور تتحرق حوايجو» كفانا حرقا يا جماعة للمتاع وللمبادوزا ثم أليس من يقرؤون النوايا في الصدور ويقرؤون المستقبل هم الذين يقرؤون الكف ويطلبون من عقد فيهم النية ما طلبه الذئب من الضبع« مد إيدك نحني لك»