ماذا كان سيحدث لا قدّر اللّه لو نفّذ الارهابيان مخططهما هذا هو السؤال الذي تداولته الألسن بالأمس في كامل مدن الجنوب التونسي على خلفية القبض على مواطنين من جنسية ليبية وجزائرية يبلغ الأول من العمر 31 سنة في حين يبلغ عمر الثاني 32 سنة. الإرهابيان كانا يرتديان حزاما ناسفا ويحملان عبوات ناسفة وجهازا عصريا قادرا على تحديد المكان وخرائط وأوراق نقدية تحمل رموزا وشفرات. إلى ذلك فوجئ أهالي قرية نكيريف التابعة إلى عمادة نكريف الواقعة على بعد 18 كلم غرب رمادة من ولاية تطاوين بشخصين غريبين على الجهة يطلبان الطعام والماء. كان أمر الرجلين غريب إلى درجة الحيرة حيث تملّك الشكّ الأهالي خاصة وأن هذين الزائرين كانا يتكلمان بلهجة جزائرية وليبية. بقي أن الأمر الذي حيّر فعلا أهالي نكيريف هو الجهة التي قدما منها الزائران فلقد شاهدهما الأطفال ينزلون من الجبل المحاذي للقرية ما دفع بكبار القرية إلى إبلاغ أعوان الحرس الوطني بعد أن طمأنوا الرجلين إلى حين إعداد الطعام. وفي الحين توجهت قوة من فرقة حرس حدود رمادة إلى القرية تحت قيادة الملازم أيمن المومني رئيس هذه الوحدة دون علم بأنهم سيواجهوا إرهابيين محترفين ويحملان حزاما ناسفا وعبوات. ومع بداية المداهمة تفطّن أحد الأعوان أن أحد المشبوه فيهما يخفي شيئا تحت ثيابه في حين ألقى الثاني بعبوة تصدى لها عون آخر وركلها بعيدا ومن ألطاف اللّه أن هذه العبوة الناسفة لم تنفجر وإلا لحصلت مجزرة في صفوف الأعوان والأهالي وبعد مقاومة عنيفة تمكن أعوان الحرس الوطني من السيطرة على الارهابيين بعد أن افتكوا الحزام الناسف وبقية العبوات. إثر ذلك تم تحويل الارهابيين إلى مقر إقليم الحرس الوطني بتطاوين حيث أخضعا للتحقيق معترفين أنهما قدما من ليبيا عبر رأس جدير واستقرا بمدينة مدنين حيث اكتريا منزلا خبآ فيه أسلحة وذخيرة قبل التوجه نحو مدينة ذهيبة لعبور الحدود والالتحاق بالثوار في زنتان الليبية. وحتى لا ينكشف أمرهما لم يستعملا الارهابيين الطريق المعبدة بل سلكا طرقات جبلية سيرا على الأقدام مارين بتطاوين ورمادة إلى لحظة القبض عليهما بقرية نكيريف. في الأثناء تعددت الروايات والتفسيرات فهناك من يتحدث عن عناصر من تنظيم «القاعدة» بالمغرب العربي خاصة وأن الطريقة التي اعتمدها الارهابيان تذكّر بعمليات انتحارية تبنّاها نفس هذا التنظيم وقد كان الجيش التونسي بمعية الحرس الوطني قام يوم الأمس بتفجير المحجوز بنفس المكان الذي شهد القبض على المشبوه فيهما إلى حين استكمال التحقيق بتونس العاصمة. ٭ من مبعوثنا الخاص الحبيب الميساوي