٭ العشوش (الشروق): من مبعوثنا الخاص الحبيب الميساوي اسمهما الحركي أبو مسلم وأبو ناصر، الأول جزائري والثاني ليبي. أبو مسلم انخرط في صفوف القاعدة بالمغرب العربي منذ 12 سنة أما أبو ناصر فقد التحق بمعسكر التدريب الكائن ببئر العاتر بالجنوب الجزائري منذ 4 سنوات أين تعرف على أعضاء المجموعة التي أوكلت لها مهمة تنشيط الجبهتين التونسية والليبية. مجموعة أبو مسلم هذه متكونة من عشرات العناصر ذوي الجنسية التونسية والجزائرية والليبية والمغربية والموريتانية جلّهم من الذين قاتلوا في العراق وأفغانستان والصومال. ومنذ بداية الأحداث في ليبيا وغداة الثورة التونسية بدأ اهتمام مجموعة أبو مسلم يتوجه نحو التراب التونسي على خلفية استغلال الانفلات الأمني وتركيز القوات العسكرية والأمنية التونسية على حماية الحدود مع ليبيا للقيام بعمليات مسلحة ضد أهداف تونسية. من ثمة قرّرت المجموعة تنفيذ مخططها بإيفاد عنصرين أولين دخلا التراب التونسي وبحوزتهما رشاشات من نوع الكلاشنكوف وقنابل يدوية وذخيرة. هذان العنصران نجحا في عبور الحدود من الجهة الغربية وتحولا إلى مدينة قفصة ومنها انتقلا إلى مدينة مدنين سيرا على الأقدام حيث خبّآ الأسلحة في أحد الكهوف إلى حين القبض عليهما وحجز أسلحتهما منذ عشرة أيام ببني خداش من ولاية مدنين. المشتبه بهما أخضعا إلى تحقيق دقيق وأفادا أنهما ينتميان إلى جناح «القاعدة» بالمغرب الإسلامي وأن عنصرين آخرين في طريقهما إلى تونس للإلتحاق بهما للقيام بتفجيرات بعدد من المدن بعد أن كانا صرّحا في بداية الأمر بأن هدفهما هو الالتحاق بالثوار ومحاربة كتائب القذافي. منذ تلك اللحظة وضعت كافة وحدات الأمن العمومي في حالة استنفار قصوى وتعددت عمليات التمشيط لإلقاء القبض على العنصرين الآخرين إلى أن بلغ مسامع رجال الحرس الوطني برمادة خبر وجود رجلين غريبين يبحثان عن الطعام والماء بقرية نكيريف التابعة ترابيا إلى عمادة نكريف من معتمدية رمادة. كانت الساعة تشير إلى الساعة التاسعة لما وصلت إلى المكان فرقة الأمن العمومي للحرس الوطني برمادة بقيادة الضابط جهاد الدهماني مدعومة بفرقة حرس حدود رمادة بقيادة الملازم أول أيمن المومني. وضعت السيارات بعيدا وتسلّل الأعوان إلى داخل القرية دون أن يلفتوا انتباه الزائرين الغريبين وبدأت المداهمة. انقضّ الضابط جهاد على «أبو مسلم» مانعا إيّاه من تشغيل الحزام الناسف في حين أحبط الملازم أول أيمن محاولة «أبو ناصر» في رمي الأعوان بقنبلة يدوية وركلها بعيدا عن أعوانه. وبعد أن تمت السيطرة على الارهابيين تم اقتيادهما إلى مقر المنطقة التابعة للحرس الوطني برمادة وانطلقت التحقيقات الأولية حيث أفاد المسلحان بأنهما قدما مشيا على الأقدام من قفضة للالتحاق بعنصرين آخرين دون أن يعلما أن هذين الأخيرين تم إلقاء القبض عليهما من طرف قوات الأمن التونسي وأفادا أنهما يريدان التوجه إلى ليبيا لكن نباهة المحققين أدت بهما إلى الاعتراف بأماكن عديدة أعدت لتخبئة أسلحة ومتفجرات ببني خداش ومطماطة ومدنين والعشوش. إلى ذلك اعترف الارهابيان بأنهما تدربا بمعسكر تابع ل«القاعدة» كائن بالجنوب الجزائري ويسعى المحققون الآن في ثكنة العوينة بالعاصمة إلى معرفة إذا كان مواطنون تونسيون مورّطون في هذه الأعمال. ونظرا لخطورة المتفجرات المحجوزة وخوفا من انفجارها إن تم تحويلها من مكانها تمّ الاستنجاد بالجيش الوطني لتفجير العبوة الناسفة والحزام بنفس المكان الذي حجزا فيه ونفذ هذه التفجيرات الرائد بن عبد اللّه بعد أن أمّن جيدا المكان وأبعد أهالي القرية وتمت العملية بنجاح.