أسفرت المواجهات المسلحة التي جرت صباح أمس بين قوات من الحرس والجيش الوطنيين من جهة وعناصر ارهابية من جهة ثانية عن استشهاد ضابط وجندي ومقتل عنصرين من الارهابيين، فيما تحصّن شخص ثالث بالفرار. وحسب المعطيات الأولية، فإنّ مجموعات من العناصر التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بدأت بالتحرّك للتسلّل الى ليبيا واستعمال التراب التونسي للعبور من جهة أو القيام بعمليات ارهابية من جهة ثانية، وقد كان مسار تحرّكها عبر الجهة الغربية للبلاد، حيث الجبال والتضاريس الوعرة. يوم أمس حاول بعض الأشخاص في محطة سيارات الأجرة بالروحية ركوب احدى السيارات عنوة، فنشبت معركة اشتبه خلالها المواطنون في أولئك الأشخاص فأبلغوا أعوان الحرس وتحركت قوات من الحرس والجيش الوطنيين. فرّ المشتبه بهم الى منطقة الهربة المتاخمة لمدينة الروحية، فلاحقتهم القوات المسلحة التونسية، ونشبت معركة دامية بين الطرفين استعمل فيها الارهابيون رشاش الكلاشنكوف. تمّت محاصرتهم وأثناء الاشتباك واطلاق النار الكثيف استشهد ضابط عسكري وجندي من الجيش الوطني بعد أن أصيبا بالرصاص، فيما أصيب جندي ثالث برتبة عريف وتمّ نقله الى المستشفى العسكري. وقتل عنصران من المجموعة الارهابية فيما تمكن الثالث من الفرار. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن التحاليل الأولية بيّنت أن القتيلين من العناصر الارهابية هما سفيان بن عمر وعبد الوهاب حميّد. وعد الوهاب حميّد حسب المعطيات المتوفرة فإنه يشتبه بأنه كان من مجموعة سليمان التي واجهت بالسلاح قوات الأمن في ديسمبر من سنة 2006، ويشتبه في أنه والارهابيين سفيان بن عمر ونبيل السعداوي، سافرا سابقا الى ايطاليا ومنها تمكنا من السفر إلى أفغانستان، قبل أن يفرّوا منها بعد المواجهات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية التي دخلت وقواتها كابول بعد واقعة 11 سبتمبر 2001. وحسب نفس المعطيات فإن تلك العناصر تلقت تدريبات عسكرية ثم عادت للتحرك ضمن ما يعرف بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي. وتمّ كشف المجموعة بعد إلقاء القبض على مشتبه بهم في مدنين اعترفوا بانتمائهم الى التنظيم الارهابي وقدّموا معلومات بخصوص تسلّل مجموعة أخرى في اتجاه العاصمة. تمّت محاصرة الارهابيين بعد معلومات بلغت الى القوات المسلحة في القصرين، فتحرّكوا باتجاه سليانة حيث تمّت محاصرتهم وقتل عنصرين منهم، فيما تمكن الثالث وهو نبيل السعداوي ويشتبه في وجود أربعة آخرين تمكنوا من الفرار معه. وقال نبيل عبيد مدير عام الأمن الوطني بوزارة الداخلية أمس في تصريح للقناة الوطنية الأولى إنّ فرقا مختصّة في مقاومة الارهاب بصدد تعقب العناصر الارهابية الفارة.