أعوذ بكم من ثقل عبء أفكار رصاصية في ثقل الجبال الرواسي عما ما هو رياضي وما هو سياسي، وأتحدى نفسي قبل ان أتحدى أيا كان أن نجد فرقا واحدا بين الأحزاب والفرق الكروية في ساحتنا الوطنية اليوم، فمن حيث اللعب فكلاهما يلعب ويلعب، ويلعب، لا يهم ان كان اللعب على التراب أم على العشب المهم أن يكون اللعب في ملاعب الحكومة المؤقتة، وحجرات الملابس في بيت مال المسلمين الدائمة، حيث الراحة والاستحمام في جميع حالات اللعب على البطولة أم على البقاء أم على النزول الى أسفل ولكل منهما هيئة ما أحلاها وما ألطفها، وما ألينها في التلفزة، وما أمرها وأصلبها وأعنفها في الميدان، ولكل منهما أحباء ومناصرون لا يدخلون الا من ثقب مفتاح باب أنصر أخاك ظالما أو مظلوما، ضاربا قبل أن تكون مضروبا، وكاسرا قبل ان تكون مكسورا، وحارقا قبل ان تكون محروقا، الى أن نصل الى بيت القصيد وهو «رابحين خاسرين ما كمش مروحين». أما من حيث التمويل فتبقى الحكومة هي «لحمة الكرومة» كلاهما يأكل، وكلاهما «يمشمش» وكلاهما يذم ويشتم وكلاهما يلعب على المنحة لا على «المريول» الوطني. وحديث عن 13 مليون دينار منحة لتغطية مصاريف التربصات المفتوحة على كل شيء للأحزاب السياسية، وربما مثلها للأحزاب الكروية، و«دار الخلا تبيع اللفت» للشعب بالجملة. وفي كل حدث وحديث كلاهما ينتصب «طبال ومعرس لولده» تارة، و«طير يغني وجناحه يرد عليه» أخرى، وكلاهما ينادي «إش يا ذبانا...» ويحدثنا حديث الروح الرياضية للروح الحزبية، أي نعم حديث الروح للروح، وكلاهما لا يعرف أن «أرواحنا طلعت»، ولم نر للروحين أثرا، ومع ذلك نحمد الله أن كليهما يلعب الى حد الآن دون حضور الجمهور، ولذلك لا غرابة ان اعترضكم يوما حزب «يلعب وحده».