طلب مني أحد القراء الكرام أن أكتب عن أحزابنا باللغة السائدة حاليا وهي لغة كرة القدم أي بلغة الأقدام حتى يفهمني السواد الأعظم من عشاق الأحد الرياضي وبالمكشوف وأحمد الرياضي من هذا الباب أدخل وبي رغبة هذا القارئ الكريم وأنطلق بالقول إن الأحزاب وفرق كرة القدم كلاهما لعب وفوز وخسارة وتعادل وكلاهما يشتركان في الاحتراف والهواية والتسيير والتمويل والبيع والشراء والتربصات منها ما هو في المنتجعات الراقية بالخارج ومنها ما هو في ملعب الحي بالحومة. وفي اللعب على البطولة والبقاء والصعود والسقوط والدفاع والهجوم وإضاعة الوقت والتشهير بالتحكيم وتهييج الجماهير والعنف وبالتالي لا غرابة إن كانت الفوضى التي قيل إنها تسود قطاع التحكيم في كرة القدم. هي نفسها التي تسود لجنة التحكيم المسماة بلجنة تحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي حيث يصرّ كل حكم فيها على أن يصفّر لحزبه ضد المنافس بدعوى أن «الشعب يريد نجاح الفريق». أما ما ينقص البطحة الحزبية على الأقل في مرحلة الذهاب إلى المجلس التأسيسي فهوعنصر التشبيب. وبالتالي لا بد من بعث مراكز لتكوين الشبان في كرة الأحزاب على غرار مراكز تكوين الشبان في كرة القدم إلى جانب بعث شركة للتنمية الحزبية على غرار شركة التنمية الرياضية «بروموسبور» لنضمن للشعب اللعب على مدار السنة بالرهان الحزبي على قاعدة 1 x 2 لأن كل الاحتمالات واردة في الأطراح السياسية التي تجتاح ملاعبها «عُبّيثة» العنف وهي نفس «العبيثة» التي اجتاحت ملاعب كرة القدم ولا غرابة أن يكون مصير البطولة الحزبية من مصير البطولة الوطنية لكرة القدم أي إجراؤه بدون حضور الجمهور. ولكن هلا تكون الأحزاب الصغيرة كالفرق الكروية الصغيرة مهضومة الجانب في النقل التلفزي في البطولة؟ أعرف أن «لبلْ تمشي على كبارها» والكبار كلما وجدوا صغيرا يلعب بعيدا عن منزله أخافوه بالعبيثة، ونصحوه بالرجوع فورا إلى البيت وقالوا له «العب قدام داركم» وإن سقط وهو يلعب قالوا له «تكبر وتنسى» أما أن يطلب هؤلاء الصغار البروز في التلفزة للشهرة والنجومية فتبقى الكرة في هذه الحالة في ملعب «عمهم رضوان» في برنامج «ستار صغار» في غياب «سفيان شو» الذي قد يكون خيّر اللعب «قدام دارهم» على نتيجة صفر لصفر أقول لكم إلى اللقاء في الوقت الضائع.