تحت شعار «نقابة القضاة التونسيين مكسب للقضاة ودعامة لاستقلال السلطة القضائية» عقدت نقابة القضاة صباح أمس بأحد نزل العاصمة مؤتمرها التأسيسي الأول وذلك لانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة وكان ذلك برئاسة الرئيس الأول لمحكمة التعقيب سابقا السيد «محمد اللجمي». ولدى افتتاحه لأشغال هذا المؤتمر أشار القاضي «محمد نبيل النقاش» (رئيس الهيئة التأسيسية لنقابة القضاة) إلى جملة الصعوبات التي تعرضت إليها النقابة منذ الاعلان عن تأسيسها وإلى حملة التخوين التي لحقت بأعضاء الهيئة التأسيسية أيضا. كما اعتبر أن العمل النقابي حصانة أساسية لاستقلال القضاء وتكريس لمبادئ العمل الديمقراطي دون الانخراط في أي عمل سياسي تكريسا لمبدإ حياد القضاء. وختم قوله ب«إذا دخلت السياسة دار القضاء خرجت العدالة من النافذة». هيبة القضاء واستقلالية مرجعية أساسية في العمل النقابي من جانبه أكد القاضي «عصام الأحمر» الكاتب العام للهيئة التأسيسية للنقابة أن تأسيس النقابة كان حلما يراود عديد القضاة ورأى فيها الهيكل الذي سيدافع عن مصالح القضاة المهنية مشيرا في هذا الاطار إلى جملة الاعتداءات التي تعرض لها بعض القضاة ومسألة رفع الحصانة عنهم (هناك 3 مطالب لرفع الحصانة لأسباب مختلفة). كما تعرض السيد «عصام الاحمر» إلى مسألة عدم المؤاخذة الجزائية للمحامي «الحصانة» واعتبرها غير قانونية وإلى عدم شرعية الفصل 17 للمرسوم المنظم للسلط العمومية وتكريس هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية. ودعا من جهة أخرى إلى ضرورة أن يكون المجلس الأعلى للقضاء منتخبا وضرورة عدم نقلة القاضي إلا برضاه مع الترقية الآلية ورفض كافة أشكال المساءلة الجماعية والتخلي عن التنظير بقطاعات أخرى. وأعرب في الأخير عن تمسك النقابة بجمعية القضاة التونسيين كمكسب وطني والعمل على تدعيمها. موارد مالية محدودة تولى القاضي «سفيان العرابي» تلاوة التقرير المالي مبينا الصعوبات الحالية التي تشهدها النقابة باعتبارها لا تتمتع بأي دعم من أي جهة تمويل رغم العروض التي وصلتهم حسب قوله وذلك دفعا للشبهات وبفتح باب النقاش رصدت «الشروق» آراء بعض القضاة حول هذه المناسبة. القاضية «هادية العابدي» (مترشحة للمكتب التنفيذي) أشادت بالحضور المكثف للقضاة الذي رأت فيه ثقتهم في هذا المولود الجديد الذي اعتبرته مكسبا لجميع القضاة واعتبرتها بادرة خير في اتجاه استقلالية القضاء خاصة وأن هذه الانتخابات هي أول انتخابات بعد الثورة وساندها في الرأي القاضي : مراد قيزة الذي صرح قائلا:« هذا المولود ولد قويا وولد للدفاع عن مصالح القضاة المهنية وليس كما يروج له أنه جاء لضرب الجمعية.» السيد «بوبكر سقير» (قاضي تحقيق أول بمحكمة سوسة 2) حدث تاريخي بل حلم قديم وتحقق والحضور اليوم كان تلقائيا وعن قناعة وهذا ما أعتبره مكسبا للنقابة. وأرى أن الهيئة المديرة التي سيقع انتخابها يجب أن تضع استراتيجية عمل تهم كل طلبات نابعة من القاعدة إلى القاعدة بل يجب أن تكون همزة وصل لجميع القضاة.