أحد مساعدي أحمد الجلبي زار اسرائيل علنا وشارك في منتديات كما عرض التطبيع مع العراق وأبدى خاصة اعجابه بما رآه من لافتات كتبت باللغة العربية بعد أن قيل له «ان اسرائيل تنكل بالمواطنين العرب الذين يعيشون في أحياء مغلقة كما تمنعهم من البروز في المجتمع...» مساعد الجلبي قال انه الأول الذي يقوم بزيارة علنية الى اسرائيل وانه كلّف نفسه القيام «بالخطوة الاولى» ما دام ينبغي أن يقوم أحد ما بتلك الخطوة، وهو مسعى أراد مساعد الجلبي ان يعود به سنوات عديدة الى الوراء عندما أقدم الرئيس المصري السابق السادات على زيارة اسرائيل عارضا هو أيضا التطبيع واقامة علاقات بين مصر واسرائيل متحدثا عن ضرورة «كسر الحاجز النفسي» ومقدما نفسه لهذه المهمة غير المسبوقة. ولئن «تبرأ» حزب الجلبي مما قام به هذا المساعد وتوعد بطرده والتحقيق معه الا انه لا يمكن النظر الى هذه المبادرة باعتبارها بدعة داخل حزب الجلبي حزب المؤتمر الوطني العراقي، فهذا الحزب وزعيمه يعدّون من أفراد اللوبي الاسرائيلي في العراق والذين يتحيّنون الفرصة لإقامة علاقات علنية مع اسرائيل. كما أن روابط الجلبي المالية والتجارية مع اسرائيل قد انكشفت ولم تعد في حاجة الى مثل المبادرة التي قام بها مساعده... غير انه لا يمكن النظر الى مثل هذه الزيارة الا باعتبارها رقصة الديك الذبيح ومحاولة لاستعادة المكانة من بوابة اسرائيل والتطبيع واقامة العلاقات الديبلوماسية معها خاصة بعدما لحق به من امتهان ومن استبعاد من قبل حلفاء الأمس. وبعد ان كان موعودا برئاسة «العراق الجديد» وجد نفسه مهددا بالسجن وبالنسيان... وكعادته أراد الجلبي وحزبه أن يستبق الأحداث وينال «شرف» كسر الحاجز النفسي مع اسرائيل بعد أن بدأت دوائر الحكومة المنصّبة في العراق بالتلميح الى امكانية اقامة علاقات مع اسرائيل، مشيرة الى أن اتخاذ هذا القرار هو مسألة وقت فقط... ومثل هذه الخطوة كانت منتظرة من قبل الجلبي المعروف بولعه الشديد بحرق المراحل حتى تلك المؤدية بسرعة مذهلة الى نهايته المحتومة نهاية كل العملاء الذين شكّلوا الجسر لقوات الاحتلال في طريقها الى بغداد. وقد علّم التاريخ ان مصير هؤلاء مهما نالوا من مناصب هو النسيان والضآلة...ولن تشكل المجموعة العراقية التي سهلت احتلال العراق استثناء في التاريخ وقد بدأ عقدها بعد بالانفراط من خلال هروب البعض وعودتهم الى حدث كانوا أو من خلال الخلافات التي تدب بينهم بسبب الاختلاف في قسمة الغنيمة وهو المصير الحالي الذي يعرفه الجلبي وحزبه بحرقه كل مراكبه وتحوله الى اسرائيل مصيرا محتوما حتى وان كتبت اسرائيل كل لافتاتها باللغة العربية!