لقي 19 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب نحو 150 آخرين بجروح متفاوتة في قصف «أطلسي» هو الأعنف منذ بداية تطبيق الحصار الجوي على ليبيا استهدف العاصمة طرابلس، فيما دعت واشنطن المعارضة الليبية المسلحة الى فتح مكتب تمثيلي لها في الولاياتالمتحدة وذلك بالتزامن مع اعتراف موسكو بالمجلس الانتقالي شريكا فاعلا في المحادثات حول مستقبل البلاد، بعد أن أعلنت باريس أن حملة القصف الجوي ضد حكومة القذافي ستحقق أهدافها خلال أشهر معدودة. وأكدت مصادر إعلامية متطابقة في ليبيا أن عدد شهداء الغارة الأطلسية ارتفع الى 19 بالاضافة الى عشرات الجرحى. وكان المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم قد أعلن فجر أمس عن مقتل 3 وإصابة نحو 150 في قصف أطلسي عنيف للعاصمة طرابلس. 20 انفجارا في 30 دقيقة وسمع دويّ 20 انفجارا في غضون نصف ساعة في طرابلس وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بالقرب من «باب العزيزية» مقرّ إقامة العقيد الليبي معمر القذافي. وردّت القوات الليبية بإطلاق النار من مضادات الطائرات. واعتبر موسى إبراهيم أن هذا الهجوم يمثل تصعيدا خطيرا من «الأطلسي» مشيرا الى أنه استهدف مجمع حراسة شاغر يخصّ متطوعين مؤيدين للقذافي. في المقابل زعم «الأطلسي» انه استهدف منشأة لتخزين آليات حكومية بالقرب من مجمع باب العزيزية، مدعيا أن حكومة القذافي تستخدم هذه المنشأة منذ بداية القتال مع الثوار والتي تعمل على تزويد كتائب القذافي التي تشنّ هجمات ضد المدنيين الأبرياء. وقالت المعارضة الليبية المسيطرة على مدن الشرق الرئيسية ان ما لا يقل عن 12 ألف شخص سقطوا شهداء خلال الأشهر الثلاثة الماضية. دعوة أمريكية وفي إطار المساعي الديبلوماسية الأمريكية لدعم المعارضة المسلحة وللتضييق على القذافي، وصل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان الى مدينة بنغازي لإجراء محادثات مع زعماء المعارضة المسلحة. ويعدّ فيلتمان أكبر ديبلوماسي أمريكي يزور ليبيا منذ «17 فيفري». وأعلن فيلتمان انه سلم المجلس الوطني الانتقالي دعوة رسمية الى فتح مكتب تمثيلي في واشنطن وأضاف «إننا مسرورون بقبول المجلس الانتقالي هذه الدعوة». وقالت الديبلوماسية الأمريكية في بيان بمناسبة زيارة فيلتمان الى بنغازي «إن هذه الزيارة دليل آخر على دعم الولاياتالمتحدة للمجلس الانتقالي «المحاور الشرعي عن الشعب الليبي وذو مصداقية» وتزامنا مع هذه الزيارة أعلنت عمّان عن اعترافها الرسمي بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي وأن المملكة تدرس حاليا تعيين مبعوث دائم في بنغازي. الأردن تعترف وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في اتصال مع رئيس اللجنة التنفيذية في المجلس الانتقالي المكلف بالعلاقات الخارجية محمود جبريل ان الأردن يعتبر المجلس ممثلا شرعيا ومحاورا شرعيا يعبّر عن تطلعات الشعب الليبي المشروعة. وأردف جودة ان التواصل والتنسيق مع المجلس الانتقالي أمر هام وضروري لضمان الانسياب الآمن والأمثل للمساهمات الانسانية والطبية التي يقدمها الأردن فضلا عن أهميته في ضمان حماية أبناء الشعب الليبي والمساعدة في تمكينه من تقرير مستقبله بحرية. من جانبها، قالت الخارجية الروسية ان موسكو تعترف بالمجلس الانتقالي شريكا شرعيا في المحادثات حول مستقبل ليبيا وهو بالضبط مطلب المجلس الانتقالي من روسيا. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن سيرغي لافروف قوله التقيت بممثل المجلس الانتقالي عبد الرحمان شلقم وخلال المباحثات أكد الأخير أن المجلس لا يطلب اعترافا تمثيليا به وإنما يصبو الى اعتراف به كشريك شرعي في المحادثات حول مستقبل ليبيا. وأوضح أن اللقاء جرى وفق هذا الأساس، من جهته، قال شلقم في ختام مباحثاته مع قائد الديبلوماسية الروسية ان استقبال لافروف له في موسكو يعدّ دليلا على دور المجلس ومكانته. عسكريا، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس ان حملة القصف الجوي التي يقوم بها الائتلاف الغربي ضد النظام الليبي ستحقّق أهدافها خلال أشهر قليلة.