واشنطن موسكو بنغازي (وكالات): طالبت واشنطن العقيد الليبي معمر القذافي بالتنحّي ومغادرة البلاد في وقت دعت فيه موسكو الى هدنة في ليبيا قبيل استقبالها ممثلا عن الثوار. وقالت الخارجية الأمريكية في بيان لها أمس بمناسبة زيارة يقوم بها أحد مسؤوليها الكبار الى بنغازي «إن الولاياتالمتحدة مصممة على حماية المدنيين الليبيين وترى ان على القذافي ان يتنحى ويغادر البلاد. وكان مساعد الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان قد وصل الليلة قبل الماضية الى بنغازي حيث التقى صباح امس مسؤولين من الثوار من بينهم رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل. تأكيد أمريكي وأوروبي وأضاف بيان الخارحية الامريكية «إن زيارة فيلتمان دليل آخر على الدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة للمجلس الانتقالي الليبي، المحاور الشرعي وذي الصدقية»، على حد تعبير البيان. ومن المقرر ان يغادر فيلتمان ليبيا اليوم الثلاثاء. وفي سياق متصل افتتحت الممثلية العليا للشؤون الخارجية والسياسة الامنية في الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون أول أمس مكتبا جديدا للاتحاد في مدينة بنغازي الليبية التي يسيطر عليها الثوار على الرغم من تواصل القتال في مناطق أخرى بالبلاد. وقالت آشتون «إنه لشرف عظيم ان افتتح رسميا مكتب الاتحاد الاوروبي في بنغازي»، مشيرة الى ان المكتب ليس فقط رمزا لتواجد الاتحاد الاوروبي في بنغازي بل لعزمه على البقاء أيضا. وقد أدانت طرابلس زيارة آشتون ووصفتها بأنها اعتراف بكيان غير شرعي، مشيرة الى ان الزيارة تستهدف تقسيم ليبيا وهذا مخالف لقراري مجلس الامن الدولي رقمي 1970 و1973 اللذين يؤكدان على «وحدة ليبيا وسلامة أراضيها». أوروبيا أيضا سيدرس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي السبل الكفيلة بتحقيق تقدم في ليبيا في وقت ظهرت فيه خلافات في وجهات النظر بينهم حول استراتيجية الخروج من الازمة. وسيبحث الوزراء عن طرق احراز تقدم يسمح بالتوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار بين الثوار والعقيد الليبي يتضمن انسحاب الكتائب تمهيدا للدخول في حوار سياسي. وفي هذا الشأن قال ديبلوماسي إن الدول الاعضاء أقل إجماعا حاليا على وجوب تنحّي القذافي قبل التوصل الى وقف اطلاق النار او اطلاق محادثات سياسية لكن قادة الثوار لن يبدّلوا موقفهم من هذه المسألة. وبينما تتصاعد الضغوط الدولية والداخلية على القذافي لإجباره على التنحي عن السلطة قالت مصادر رسمية ليبية إن النظام الليبي يسعى عبر الاستعانة بمجموعة من حلفائه في قارتي افريقيا وأمريكا الجنوبية الى اقناع المجتمع الدولي بضرورة التوصل الى حل سياسي للأزمة الليبية. وقال وزير ليبي في هذا الصدد إن العقيد الليبي مستعد للقبول بتغييرات جذرية وأن كل الأمور قابلة للتفاوض بما في ذلك وضعه. موقف روسي من جهة أخرى قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس إن نهاية النزاع في ليبيا تمر بهدنة ومفاوضات بين نظام القذافي والمعارضين. وصرّح لافروف في مؤتمر صحفي «إننا مقتنعون بأن وقف الأعمال الحربية والوصول الى هدنة وحوار واتفاق هي أمور حتمية». وأضاف: «نحاول تقديم مساعدتنا لوقف إراقة الدماء». واستقبلت موسكو الاسبوع الماضي موفدين من نظام القذافي طلبت منهم تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الذي ينص خصوصا على وقف اللجوء الى القوة ضد المدنيين.