هاجس كبير طغى على الإعداد لاختبارات «الباكالوريا» وتجند شامل واستنفار على قدم وساق وتنظيم محكم. جلسات دورية وعمليات تحسيسية ولجان يقظة ومسالك توزيع وحراسة أمنية مشددة حول مراكز الاختبارات ومراقبة محكمة ومجهودات مكثفة على إيقاع واحد وطاقات بشرية مجندة من جميع إفراط الإطار التربوي والإداري...هي جميعها كلمات سر لنجاح مرتقب لمناظرة من اهم المناظرات الوطنية تحسبا لجميع الاحتمالات وسعيا الى توفير أفضل الضمانات ومساع لبلوغ نتائج أفضل في اختبارات «الباك»...الذي لا يحتمل التأجيل. وفي لقاء مع «الشروق»، أكد مندوب التربية بالقيروان، السيد عمر الولباني، انه تم اتخاذ عديد الإجراءات من اجل ضمان نجاح مناظرة الباكالوريا. وذلك من خلال تسخير الموارد البشرية وتامين اوفر الظروف الأمنية وأسباب السلامة داخل مراكز الاختبارات ومراكز الإصلاح والتجميع بالقيروان. مؤكدا ان مندوبية التربية بجميع مكوناتها التربوية والإدارية على أتم الاستعداد لإجراء المناظرة.. يبلغ عدد المترشحين لاختبارات «الباك» في دورة جوان 2011 بولاية القيروان 5آلاف و775 مترشحا منهم 4681 مترشحا من المعاهد العمومية و1009 من المعاهد الخاصة و84 مترشحا بصفة فردية. وذلك بتسجيل تراجع في عدد المترشحين عن السنة الفارطة بنحو 850 مترشحا. ولعل اهم تراجع سجل في شعبة الآداب من 2852 مترشحا سنة 2010 الى 2033 مترشحا هذه السنة. وبين المندوب ان هذا التراجع يعود أساسا الى تراجع التلاميذ بالمعاهد الثانوية اضافة الى توجيه التلاميذ الى الشعب العلمية وتراجع تلامذة شعبة الآداب. كما يعتبرها مندوب التربية نتيجة جهود ودعم هذه الشعب مشيرا الى انه سيتم خلق شعبة التقنية صلب المعهد النموذجي بداية من السنة الدراسية المقبلة. 24 مركزا وإجراءات مشددة وبخصوص المراكز الكتابية تم تخصيص 24 مركزا موزعين على كامل معتمديات ولاية القيروان من جملة 513 مركزا على المستوى الوطني. إضافة الى مركز للتجميع (إعدادية رقادة) ومركز للإصلاح (الإعدادية النموذجية). وقد تم اتخاذ إجراءات جديدة هذا العام من حيث توزيع ايام الاختبار (راحة بيومين) من اجل تخفيف الضغط على التلاميذ وتخفيف العمل على مراكز التجميع والإصلاح. إضافة الى تخفيف البرامج. وبخصوص مراكز إيداع المواضيع ذكر المندوب أنه تم حصرها في فضاء واحد مخصص بالمندوبية الجهوية وتأمين إيداعها من حيث السلامة والحماية. وحسب هذا الإجراء تتولى المندوبية إيصال المواضيع الى المراكز الكتابية (المعاهد). وينطوي ذلك على عمل كبير وتسخير الموارد البشرية. وبين انه سيتم تسخير سيارات تنطلق يوميا منذ ساعات الصباح الأولى لنقل المواضيع حسب جغرافية المسالك. وتم تقسيم ولاية القيروان الى 6 مسالك. موزعة بين القيروانالمدينة والسبيخة الوسلاتية-حفوز العلا والشبيكة-الحاجب ومنزل المهيري-نصر الله وبوحجلة. مبينا ان تنظيم العمل محكم وانه تم تسخير الموارد البشرية. مشيرا الى ان توقيت العمل دقيق ومطلوب احترامه مهما كانت الظروف مؤكدا انه يتم التنسيق مع مختلف الأطراف. هاجس وانضباط وقد مثلت اختبارات الباكالوريا البيضاء اختبارا حقيقيا ومحكا لنجاح المناظرة الوطنية. وحسب المؤشرات المتوفرة مرت «التجريبية» بخير واعتبرت مؤشرا ايجابيا وفق تاكيد المندوب. الذي أشار الى وجود تناغم بين أفراد الأسرة التربوية ووجود رغبة جامحة في إنجاح «الباك». كما انطلقت الاختبارات الكتابية منذ 20 ماي وبين المندوب ان هناك انضباطا من طرف الجميع وتعاونا بين كافة الأطراف. وتسعى جميع الأطراف بولاية القيروان الى توفير ظروف عمل ملائمة في حجم المناظرة وتطلعات المترشحين وأوليائهم. وذكر السيد المندوب انه تم يوم الثلاثاء 24 ماي عقد جلسة مع والي القيروان ومسؤولي الشرطة والحرس الوطني من اجل التنسيق حول تأمين الحراسة والحماية في محيط المراكز. سيتم بالمناسبة تشكيل لجنة حماية مراكز الاختبارات الكتابية. وتركيبة هذه اللجنة مفتوحة وتضم مربين (أساتذة وقيمين وإداريين) ومن الأولياء والأطراف الاجتماعية بهدف معاضدة المجهود داخل مراكز الاختبارات على ان يقتصر عملها على تأمين الحماية خارج المراكز. وأكد مندوب التربية ان الامن سيكون متوفرا بالشكل المطلوب في محيط المراكز الكتابية. اما داخل مراكز الاختبار فسيتم تكليف مساعدين (أستاذان) لرئيس المركز على ان لا يكون هناك تداخل في المهام وستكون علاقة المربين مع المترشحين. التوعية ومجابهة الغش وحسب السيد الولباني فان الإعداد لمناظرة «الباكالوريا» انطلق منذ شهر أفريل. ومن بين المسائل التي سعت الإدارة الى مجابهتها، هي مسالة الغش في الامتحان. ومن اجل تحسيس المترشحين بخطورة هذا السلوك، تم القيام بحملة بين جميع المعاهد الثانوية بولاية القيروان أمنها المرشدون في الإعلام المدرسي والجامعي. والاتصال مباشرة بالتلاميذ وتوضيح الإجراءات المتعلقة ب«الباك» وطمأنة مخاوفهم إزاء نسبة ال25 بالمائة وتوضيح المفاهيم وتجنيبهم كل ما من شأنه التشويش على المترشحين مؤكدا انه لم يتم اي تشويش في ولاية القيروان. مع توعية المترشحين بخطورة الغش وإعطاء أهمية للامتحان. وبخصوص استخدام أجهزة الاتصال لإحباط عمليات الغش بواسطة الهاتف الجوال (أجهزة الاستشعار) فبين انه كان لها الأثر الايجابي في حماية المترشحين من الوقوع في الغش. وبين ان هذه الأجهزة هي على ذمة وزارة التربية وانه من الوارد استخدامها مضيفا انها مسالة وطنية الى جانب عملية التحسيس والتوعية عبر الملصقات كما حدث خلال العام الفارط (مع تدارك الأخطاء). وبخصوص مراقبة الاختبارات تم تجنيد الإطار التربوي اللازم للإشراف على المراقبة. مشيرا الى ان عملية المراقبة ليست اختيارية بالنسبة للأستاذة وأنها واجب وطني. لكنه تم إعفاء نحو 300 أستاذ لأسباب صحية. وبين المندوب انه تم اعتماد العدالة في توزيع حصص المراقبة (بين 12 و14 ساعة جملية). مبينا انه لم يتم انتداب اطارات للعمل بمناسبة المناظرة. وانما تجند جميع أفراد الأسرة التربوية التي أعربت عن استعدادها للتضحية. مشددا من جهة ثانية على انه لا يمكن الرجوع الى الوراء وأن تأجيل المناظرة غير مطروح. موضحا ان المؤسسات التربوية بولاية القيروان حافظت على انتظام الدروس ولم تنقطع كما تم إتمام البرامج والقيام بحصص المراجعة. كما أشار الى انه من شأن تنفيذ الاتفاقات بين وزارة التربية والقطاع التربوي (قيمين وعملة وإداريين) بخصوص المنح من شأنه ان يوفر أكثر أريحية لإجراء الاختبارات والإعداد لها. النقل المدرسي والعمومي «لا مجال لتأجيل الباكالوريا وقد دخلنا آخر مرحلة» يشدد مندوب التربية مضيفا «المترشحون هم أبناؤنا» وان الباكالوريا تحدث مرة واحدة ولا مجال للتدارك مبينا ان ولاية القيروان متقدمة في المسائل التنظيمية وينتظر نجاح الدورة، مستدركا ان النجاح لا يتحقق الا بتضافر جهود جميع الأطراف ووقفة الجميع. وأكد مندوب التربية على دور وسائل النقل العمومي (حافلات وسيارات أجرة وتاكسي) وضرورة تناغمها مع الجهود مع ضرورة توفير الظروف الملائمة على مستوى الجهة. مع تامين الطرقات.